تشيع مشكلة السمنة بين الكثير من الناس وهي مشكلة صحية تواجه ملايين الأشخاص حول العالم، فيما تأتي السمنة الوراثية كواحدة من بين الأسباب المعروفة للسمنة. يعاني الأفراد المصابون بالسمنة الوراثية من زيادة الوزن بسبب الجينات التي يرثونها من أقاربهم، سواء كانوا آباءً أو أمهاتًا أو أجدادًا.
تستعرض مختصة التغذية الفلسطينية إيمان صيام، دوافع السمنة، قائلة إن الشخص يتعرض للسمنة الوراثية نتيجة عدّة أسباب، أهمها ارتباطه بالجينات المسؤولة عن التخزين الزائد للدهون في الجسم، أو بسبب زيادة استهلاك السعرات الحرارية عن اللازم دون ممارسة النشاط البدني الكافي. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك أسباب ثانوية للسمنة مثل تناول بعض الأدوية أو التعرض لاضطرابات الهرمونات أو سوء النوم.
وتوضح صيام أنه بجانب جميع الإجراءات السابقة فهناك بعض المعلومات الإضافية التي يمكنها تعزيز فهمنا لمشكلة السمنة الوراثية. تشير الأبحاث إلى أنه عندما يكون لدى الوالدين جينات السمنة، يكون لدى الأطفال نسبة عالية جدًا للإصابة بالسمنة. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة 80٪ من الأطفال الذين يرثون جينات السمنة من والديهم يكونون معرضين للسمنة.
أيضًا من المهم إدراك أنّ السمنة ليست مجرد قضية تتعلق بالمظهر الجسدي. فهي مشكلة صحية خطيرة يجب التعامل معها بجدية. وينبغي توعية الناس بأن السمنة الوراثية ليست بالأمر الذي يمكن التحكم فيه بالكامل، وأنها قد تتطلب جهودًا إضافية للتغلب عليها إذ لا يوجد حل سحري لمشكلة السمنة الوراثية.
ما هي الأمراض المرتبطة بالسمنة الوراثية؟ تجيب صيام، "يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بعدة أمراض مرتبطة بالسمنة". ومن بين الأمراض المشتركة التي يمكن أن تكون لها صلة بالسمنة الوراثية، السكري من النوع 2، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والشرايين التاجية، اضطرابات التنفس أثناء النوم، وأمراض المفاصل.
ولحل مشكلة السمنة الوراثية، تشير صيام إلى أنّ هناك حاجة للتركيز على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يتضمن تناول سعرات حرارية أقل مما يحتاجه الجسم يوميًا. ينبغي توزيع الوجبات على مدار اليوم بشكل منتظم وتجنب تناول وجبات ثقيلة. كما يجب الاهتمام بتناول الألياف الغذائية والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات.
بالإضافة إلى النظام الغذائي، يلعب ممارسة النشاط البدني دورًا هامًا في إدارة السمنة الوراثية. يوصى بممارسة التمارين الرياضية بانتظام واختيار الأنشطة التي تناسب الحالة الصحية للفرد. يمكن للنشاط البدني المنتظم المساهمة في حرق السعرات الحرارية الزائدة وتحسين اللياقة البدنية.
أيضًا يعد الدعم النفسي من أهم الحلول لمشكلة السمنة الوراثية، إذ يمكن أن يكون الدعم النفسي والمشورة السلوكية مفيدًا في التعامل مع التحديات النفسية والعاطفية المرتبطة بالسمنة. يمكن العمل مع أخصائي نفسي لتطوير استراتيجيات صحية للتعامل مع السمنة وتعزيز التغيرات الإيجابية في السلوك.
وقد يُوصي الأطباء في حالات محددة باستخدام بعض الأدوية التي تساعد في إدارة الوزن، مثل أدوية قمع الشهية أو أدوية تساعد على امتصاص الدهون. إلا أنه يجب أن تتم استشارة الطبيب قبل تبني أي نوع من العلاجات أو الأدوية، حيث يمكنهم تقييم الحالة الصحية وتوجيه العلاج المناسب وفقًا للظروف الفردية.
ومع ذلك، يجب أن تكون هذه الأدوية جزءًا من خطة علاج شاملة تشمل التغذية السليمة والنشاط البدني والمتابعة الطبية المنتظمة.
وتبين صيام أن تحقيق فقدان الوزن المستدام يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا، لذلك ينصح خبراء التغذية الأفراد المتأثرين بالسمنة الوراثية بعدّة نصائح للتغلب على التحديات المرافقة لمرض السمنة.
من هذه النصائح التحكم في حجم الوجبات، تعلم التحكم في العواطف، الحفاظ على الالتزام والصبر، الحصول على الدعم الاجتماعي، وتتبع التقدم والتسجيل خلال تسجيل الوزن وقياسات الجسم والتغييرات في الشكل والحجم.
كما يفيد تعلم المهارات الغذائية في إدارة الوزن، إضافة إلى النوم الجيد بمعدل 7-8 ساعات في الليلة، الإكثار من تناول الماء، الحفاظ على التوازن العاطفي، الاعتماد على التحفيز الذاتي، تعلم التعامل مع الضغوط، وأخيرًا استشارة الاختصاصيين للحصول على الدعم العاطفي والمشورة في التعامل مع العقبات.
وحثت صيام على تشجيع الوعي بأهمية السمنة الوراثية وتعزيز التفهم المجتمعي لهذه المشكلة الصحية؛ لأن نشر المعرفة والتثقيف حول السمنة الوراثية يمكنه المساهمة في خلق بيئة مشجعة ومناخ صحي يساعد الأفراد المتأثرين.
كما أكدت على ضرورة تذكر أن السمنة الوراثية لا تحدد مصير الأشخاص المصابين بها بشكلٍ كامل. وعليهم أن يدركوا أنهم قادرين على تحقيق الصحة والسعادة من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة والاستفادة من الموارد المتاحة لهم.
السمنة الوراثية