مع بدء العام الدراسي الجديد، يحتاج الأطفال والطلبة عمومًا إلى التوعية حول إرشادات خاصة تتعلق بالنظافة الشخصية التي تعد واحدة من أهم السلوكيات لصحة وسلامة الأطفال.
وينصح الخبراء في مجال الأسرة والطفل باتباع سلوكيات عامة، يُفضل أن يلتزم فيها جميع الطلبة في المراحل الدنيا والمتوسطة، منها الاستحمام اليومي، غسل الأيدي، العناية بالشعر والأظافر، غسل الأسنان، وتبديل الملابس باستمرار.
ويعود اتباع هذه السلوكيات الحسنة في النظافة الشخصية بنتائج إيجابية على حياة الطفل، كالوقاية من الأمراض، وتعزيز الصحة والنظام، والمساهمة في تعزيز الثقة بالنفس وتطوير عادات صحية لديهم.
الاستشارية الأسرية والتربوية حكمت المصري، حددت أساليب وطرق سلسة لغرس القيم لدى الأطفال على اختلاف شخصياتهم، والتي بدورها لها أبعاد وآثار بعيدة المدى على تفكيرهم وتربيتهم وتنشئتهم.
وترى المصري أن الأم هي الشخص الأمثل والأجدر بغرس القيم لدى أطفالها، إذ يمكنها توصيل الرسائل له بطرق مختلفة تبدأ بنظرة عينيها ثم بإرشاداتها وتعليماتها، وطريقة معاملتها معه.
وعندما تبدأ الأم مع طفلها منذ صغره بالتركيز على الاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي والاستحمام وتبديل الملابس، وقص الأظافر، ونظافة الوجه والكفين والشعر، ستصنع هذه السلوكيات فارق إيجابي في حياته.
أيضًا من المهم إرشاد الطفل في حال كان غير مهتم بمظهره وملابسه عليها أوساخ، بأن ما قام به أمر خاطئ وغير محبب، وفقًا للمصري التي أشارت أن تكرار هذه المفاهيم في حياة الطفل تساهم في غرس القيم لديه.
وتوضح أن إرشادات العناية بالنظافة الشخصية مع الأطفال تبدأ منذ سنٍ صغير قبل أن يلتحقوا برياض الأطفال، ومن المهم توعيتهم حول غسل الأيدي قبل تناول الطعام وبعده، وقالت: "من الجميل أن يكون غسل الأيدي عادة منزلية قبل أن يجلس الجميع على سفرة الطعام، فإذا مارس الوالدين هذا السلوك أمام أبنائهم سينتقل مباشرة إليهم بالتقليد".
منذ ذلك الحين يبدأ غرس القيم في حياة الأفراد ويتطور مع كل مرحلة يكبر فيها الطفل ويزداد إدراكه ووعيه واستجابته. وبطبيعة الحال تختلف درجة السلوكيات والتعليمات ما بين الطفل في المرحلة الابتدائية عن المتوسطة أو المراهقة وغيرها.
أما فيما يتعلق بطلبة المدارس قدمت المصري مثالاً على نظافة الطلبة، فقالت "عندما تدخل المعلمة الفصل وترى الطلبة جميعهم مرتبين وروائحهم جميلة، سيعطيها هذا الأمر حافزًا للعطاء أكثر، أما عندما ترى العكس؛ فإنّ ذلك سيرتبط مباشرة على ضعف أدائها وعدم انسجامها مع الطلبة ومحاولتها تقديم المعلومات الأساسية والمهمة فقط".
وتعكس هذه التفاصيل مدى اهتمام الأهم بطفلهم، وتقدم انطباع حول البيئة التي يعيش فيها الطفل، وكذلك تزيد ثقته بنفسه وتمنحه راحة نفسية، وهو ما يعكس على المحيطين به.
من ناحية أخرى، نبهت الاستشارية الأسرية والتربوية إلى سلوكيات خاطئة يتبعها بعض الطلبة بعد مغادرة المدرسة، فمنهم مَن يرفض تبديل ملابسه لساعات طويلة، ومنهم مَن يبقى بالزيّ المدرسي لليوم الآخر ويذهب فيه لدوامه الدراسي، وهي ما وصفتها المصري بـ "القضية الحساسة والمزعجة للغاية"، والتي تتطلب اهتمام من الوالدين معًا.
وقالت: "يجب على الوالدين أن يغرسوا مفاهيم لدى أطفالهم بأن لكل مكان ملابسه، فللبيت ملابس خاصة، وللمدرسة ملابس مختلفة، وللرياضة كذلك، وأن يفصلوا بينهم ويعتاد الطفل على تبديل ملابسه باستمرار فهذا الأمر يفيد صحيًا وطبيًا ونفسيًا وظاهريًا".
ومن السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها بعض الأطفال أيضًا، هي أنهم يبدلون ملابسهم بعد العودة من المدرسة ويلقونها على الأرض، فتصبح مبعثرة في كل مكان دون أي اكتراث، وهنا نصحت المصري بضرورة أن تُفعِل الأمهات مبدأ الثواب والعقاب حتى يلتزم الأبناء بالمبادئ والسلوكيات الحسنة دائمًا.
ويساهم التعزيز الإيجابي من خلال الإطراء، في تكريس تلك المفاهيم في دواخل أطفالنا، تقول المصري، "عندما ترى الأم ابنها رائحته جميلة أو ابنتها شعرها مسرح، فتغدق عليهم بالمدح والثناء سيعكس هذا الأمر ايجابًا ويُكرّس العادات الحسنة لدى الأبناء".
بالتالي وعبر استخدام تلك الأساليب تتحول أفعال الأطفال من سلوك إلى قيمة لا يمكن الاستغناء عنها، بل على العكس يقوموا بتناقلها مع الأصغر منهم سنًا وهكذا.
أما حول ثقافة النظافة في مجتمعنا بشكلٍ عام، أشارت المصري إلى أن جائحة كورونا ساهمت في نشر ثقافة النظافة القصوى وأهميتها للوقاية من الأمراض.
لكنها شددت على أنّ انقضاء الجائحة لا يعني التراجع للخلف، بل على العكس فالأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الأيدي ما زالت موجودة، وهو ما يُشير إلى ضرورة الحث على النظافة باستمرار، خاصّة مع دخول فصل الخريف الذي يتسم بتقلب الطقس وانتشار الفيروسات بسهولة.
ولا ترتبط النظافة بالفقر أو الغنى واقتناء أغلى العطور والمنظفات المُكلفة، وفقًا للمصري التي أفادت بأنَّ هناك الكثير من البيوت بسيطة ومتواضعة لكنها نظيفة دائمًا ومرتبة بشكلٍ جذاب ورائع.
نظافة الأطفال