يصنف الخبراء العام الحالي 2023 من أشد الأعوام حرارة، وذلك بعدما قدروا ازدياد موجات الحرّ إلى 6 أضعاف منذ ثمانينيات القرن الماضي، فيما أشار علماء أمريكيون إلى أنه من المحتمل أن يكون عام 2024 الأكثر سخونة في العالم نتيجة ظواهر مناخية جديدة، وهو ما أثر على فئة كبيرة من الناحية الصحية.
ونتيجةً لهذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وتأثيراته على البيئة والسكان، تزداد حالات الإصابة بضربات الشمس نتيجة التعرض الطويل لأشعة الشمس المباشرة دون حماية كافية، وهي حالة طبية خطيرة ومشكلة صحية مهمة تستوجب التوعية واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
في التفسير الطبي لحالة ضربة الشمس، يقول مختصون إنّ أشعة الشمس الضارة تُؤثر على جهاز التبريد الطبيعي للجسم، والذي يتمثل في عملية التعرق، وبسبب التعرض المفرط للحرارة وعدم التعرق الكافي، يتوقف الجسم عن التبريد الفعال وتزداد درجة حرارته الداخلية بشكل غير طبيعي.
وينتج عن ضربة الشمس آثار صحية عديدة، منها اضطرابات الحرارة والتوازن الحراري، إذ تؤدي هذه الحالة إلى ارتفاع حادّ في درجة حرارة الجسم؛ مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات يصاحبها شعور بالدوار والصداع والغثيان.
إلى جانب ذلك تتسبب أيضًا بالجفاف، وهو ما ينتج عن فقدان كمية كبيرة من السوائل والأملاح من الجسم؛ مما يؤدي إلى الجفاف الذي يؤثر على وظائف الأعضاء ويزيد من خطر حدوث مشاكل صحية.
وفي بعض الحالات قد تتطور الحالة إلى الإصابة الشديدة والتي تتسم بتوقف الجسم عن التبريد تمامًا، وارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات خطيرة. هذه الحالة تعتبر طارئة وتستدعي العناية الطبية الفورية.
ويحذر أطباء بعض الفئات من خطر التعرض لضربة الشمس باعتبارهم الأكثر عرضة منهم، ومنهم الأشخاص العاملون في الأماكن المكشوفة لفترات طويلة مثل العمال في مواقع البناء، والرياضيين الذين يمارسون الأنشطة البدنية الشاقة في الهواء الطلق.
إضافة إلى الأطفال، وكبار السن الذين يكونون أكثر عرضة للتأثر بارتفاع درجات الحرارة. وأيضًا الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وأمراض الجهاز التنفسي.
وللوقاية من هذه الحالة التي تزداد الإصابة بها خلال فصل الصيف، ينصح مختصون باتباع عدّة طرق:
استخدام واقي الشمس: ينبغي استخدام واقي الشمس بعامل حماية مناسب (SPF) على الجلد المكشوف قبل التعرض لأشعة الشمس، ويفضل إعادة وضعه بانتظام على مدار اليوم.
تجنب التعرض المباشر للشمس في فترات الذروة: يُنصح بتجنب التعرض المباشر للشمس خلال ساعات الذروة التي تكون بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً، حيث تكون أشعة الشمس الأكثر قوة.
ارتداء الملابس المناسبة: يفضل ارتداء الملابس الفضفاضة والخفيفة والتي تغطي الجسم بشكل جيد لتقليل التعرض المباشر للشمس.
شرب السوائل بانتظام: ينبغي شرب السوائل بانتظام للحفاظ على الترطيب وتعويض السوائل التي تفقدها الجسم بسبب التعرق.
البقاء في أماكن مظللة وتهوية جيدة: يفضل البقاء في الأماكن المظللة والتي توفر تهوية جيدة للحد من التعرض المباشر للشمس وتيسير عملية التبريد الطبيعية للجسم.
أما في حالة تعرض أحد الأشخاص حولك إلى ضربة شمس، ينصح الأطباء باتباع الإسعافات الأولية التالية لإنقاذه، وهي أولًا: نقل الشخص إلى مكان بارد، بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة، وإذا كان الشخص مستيقظًا وواعيًا، يجب تقديم له السوائل لترطيب جسمه، إضافة إلى إزالة الملابس غير الضرورية، وتهوية الشخص للمساعدة في خفض درجة حرارة جسمه.
كما يُنصح بوضع كمادات ثلجية في الإبطين، والجزء الخلفي من الرقبة، ومنطقة الفخذين العليا، أو استخدام بطانيات تبريد. وكذلك تبريد الجسم عن طريق استخدام إسفنجة مبللة بالماء أو رش الماء. وأخيرًا، مراقبة العلامات المبكرة لضربة الشمس مثل فقدان الوعي أو صعوبة التنفس. في حال وجود أي منها، يجب الاتصال بالطوارئ على الفور للحصول على مساعدة طبية عاجلة.
وبشكلٍ عام يجب اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة لتجنب التعرض لضربة شمس خلال فصل الصيف؛ مما يساعد في الحفاظ على صحة الفرد والوقاية من مضاعفات الحالة. وذلك عن طريق اتباع الإرشادات الصحية للحد من خطر ضربة الشمس والاستمتاع بفصل الصيف بأمان.
علاج ضربة الشمس