آخر أيام الصيفية: أطفال يُودّعون العطلة والشاطئ

آخر أيام الصيفية: أطفال يُودّعون العطلة والشاطئ
آخر أيام الصيفية: أطفال يُودّعون العطلة والشاطئ

دائمًا ما يشعر الأطفال بمرور الإجازة الصيفية على عجل، خاصّة مع بدء العدّ التنازلي لانقضائها. تلك العطلة التي لم تكن مملة البتة لأطفال غزة الذين يودعون الأيام الأخيرة منها على شاطئ البحر.

وينتشر الأطفال على شاطئ بحر غزة فتجدهم يُشاركون في معظم الأعمال منذ شروق الشمس إلى غروبها، إذ تُشكِّل عمالة الأطفال في قطاع غزة %0.9، من أصل نحو 413 ألف طفل تفاوتت أعمارهم ما بين (10-17) عام. ويعمل جزء كبيرة منهم على الشاطئ في أعمال مختلفة لا سيما البيع في أكشاك الذرة المشوية ذات اللون الذهبي الذي يرصع تحت أشعة الشمس ورائحة الهواء يعبق المكان بالملح والبحر معًا.

تتنوع الأكشاك على شاطئ البحر، من بيع الحلوى إلى البطاطا المشوية التي يبيعها الأطفال على عربات متجولة، وتنتشر رائحتها الجميلة لأمتار بعيدة. وكذلك تجد مع الباعة المتجولين أو داخل الأكشاك المثلجات الباردة بألوانها الزاهية ومذاقها المنعش.

يطلّ جمال خالد (12 عامًا) بابتسامة غامرة من وراء ستارة صنعت يدويًا، لتلبية طلبات الزبائن، في أحد الأكشاك الصغيرة التي أعدّها لبيع الذرة بكافة أشكالها، مشوية، مسلوقة، وذرة الزبادي بالجبنة مزينة ببودرة فلفل الشطة الحمراء الشهية.

يقول خالد:  "إن الذرة ذات جماهيرية عريضة بين أهالي غزة، وهي من أكثر الأشياء التي يرغبون في تناولها على الشاطئ، مع المياه الباردة في هذا الصيف الحار".

وأمام الطاولات والكراسي المنتشرة على طول الساحل التي تعج بالمصطافين، يمر الباعة المتجولون من الأطفال الذين يقضون "آخر أيام الصيفية" على الشاطئ، يبيعون ألعاب النفخ للسباحة ذات الألوان المبهجة والجذابة التي يتسابق الأطفال لشرائها ليقضوا أوقاتًا ممتعة في اللعب بالماء والضحكات تملأ الفضاء.

يحمل كريم أحمد (11 عامًا) ألعاب النفخ بأشكالها المتنوعة ويجوب بها مسافات طويلة على الشاطئ، يقول: "أبيعها لأن الكثير يرغب بشرائها وأحاول مساعدة والدتي بعد وفاة والدي في إدخال مصروف اليوم، من خلال تحصيل بضعة شواكل في نهاية كل يوم".

ولا يمكن نسيان ركوب الخيل والجِمال على الشاطئ. إذ يمر أصحاب هذه الخيول بها أمام المصطافين فيسابق الأطفال للحصول على فرصة لركوبها بمقابل لا يتجاوز بضعة شواكل حسب طول المسافة، فيستمتعون بالركوب والتجول على طول الشاطئ، مع الشعور بالحرية والمغامرة.

مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية تبقى كل تلك اللحظات التي قضاها الأطفال هنا ما بين السباحة والعمل، يحملونها كذكريات جميلة وتجارب ممتعة من الأيام التي قضوها على شاطئ بحر غزة في الاستمتاع والترفيه وتكوين الصداقات الجديدة، فيما يستعدون للعودة إلى المدرسة وحزم الأمتعة لبدء عام دراسي جديد ملؤه الجدّ والاجتهاد.