صمت بين زوجين: عقاب لا ينهي خلافاً 

صمت بين زوجين: عقاب لا ينهي خلافاً 

يلجأ بعض الأزواج إلى استعمال طرق مختلفة للتعبير عن غضبهم أثناء الخصام؛ هربًا من الموقف وهربا من التوصل إلى حلول نهائية؛ مما يزيد الطين بلّة بينهما،  الصمت العقابي هو واحد من هذه الطرق والذي يتمثل في الانفصال العاطفي مع عدم التواصل اللفظي بين زوجين. 

ويشير مختصون نفسيون إلى أن هناك زوجين يستخدمان هذا السلوك كعقوبة أو ردّ فعل على خلافات أو مشكلات تنشأ بينهما، إذ يكون الزوجان عادةً في حالة انزعاج وعدم رضا عن مواقف معينة حاصلة، فيتجنب كلٍ منهما الحديث أو الاستماع للآخر.

على الرغم من أن الصمت العقابي قد يبدو للبعض طريقة فعالة للتعبير عن الغضب، إلا أن المختصين يقولون إنه يزيد من تصاعد المشاعر السلبية وعدم فهم القضية بشكل صحيح. 

وقد تتفاقم المضاعفات الناتجة عن هذه الحيلة المستخدمة غالبًا بشكلٍ مؤقت، ولكن إذا اضطر أي زوجين لتكرار استخدامها بينهما، فهي غالبا ستؤدي إلى ما يُسمى بالخرس الزوجي وهو حالة تحدث في العلاقة الزوجية عندما يتوقف الحوار والتواصل بين أي زوجين متخاصمين.

تنشأ تلك الحالة من تراكمات الصمت العقابي إلى حدوث صعوبات في التواصل العاطفي بين الشريكين، وتراكم الغضب والاحتقان دون التعبير عنه، إلى جانب انعدام الثقة في العلاقة. وأخيرًا تجاهل احتياجات الشريك الآخر وعدم التركيز على المشاعر المتبادلة.

ويُقيّم علماء النفس أنّ الخرس الزوجي يمكن أن يسبب تدهور العلاقة ويؤثر سلبًا على استمرار الحياة الزوجية؛ لذا، من المهم التعامل مع هذه المشكلة والعمل على استعادة التواصل والفهم المتبادل بين الزوجين.

ويُنصَح الزوجين الذين يمارسون الصمت العقابي كأسلوب لتجنب تفاقم المشكلات بينهما فيما هو يزيدها حدّة وتضخمًا، إلى أن يتوجها إلى الحوار الصريح والتعبير الصادق عن مشاعرهما، باعتبارهما أفضل الطرق لحلّ المشاكل وتجنب التوترات الزوجية.

خلافات زوجية

كما يساهم التحدث الصريح والتواصل الفعال في توضيح المواقف وفهم مشاعر الشريك؛ مما يؤدي إلى تقوية العلاقة أكثر. ولمعالجة هذا السلوك بطرق أكثر نجاعة ينصح مختصو علم النفس باتباع سبعة خطوات متتالية:

تحديد السبب:

قبل البدء في المعالجة، فإن على أي زوجين تحديد السبب والمشكلة التي تسببت في الصمت العقابي. قد يكون هناك إزعاجات وخلافات غير محلولة تحتاج إلى مناقشة. 
 

المبادرة بالتحدث:

يُفضل أن يبادر أحد الزوجين بالتحدث بصراحة وبدون انفعالات عن الأسباب التي أدت إلى الصمت العقابي. يمكن أن يبدأ بالقول "أرغب في التحدث حول مشاعري وأسباب الصمت".

 

الاستماع الفعّال:

الشريك الآخر يجب أن يكون مستعدًا للاستماع بصبر واهتمام إلى ما يقوله الآخر، دون القاطع أو الانقطاع. الاستماع الفعال يساعد في فهم الأحاسيس والاحتياجات بشكل أفضل.

 

التعبير عن المشاعر:

يجب على أي زوجين مختلف فيما بينهما أن يكونا جريئين في التعبير عن مشاعرهما واحتياجاتهما بصراحة. إن الصراحة والشفافية تساعد في تفادي التكهنات والتفسيرات الخاطئة.

 

تحديد الحلول المشتركة:

بعد فهم الأسباب والمشاعر، يجب على أي زوجين مختلف فيما بينهما العمل معًا لتحديد الحلول المناسبة للتغلب على المشكلة. يمكن أن تشمل هذه الحلول التعاون في إيجاد حلول وسط والاتفاق على سياسات للتواصل الصحيح.

 

تحسين التواصل:

بعد الانتهاء من المناقشة، يجب على أي زوجين العمل على تحسين التواصل بينهما بشكل عام. يمكن أن يشمل ذلك جدولة وقت للحديث اليومي، والاهتمام بمشاعر الشريك، وتفادي استخدام الصمت العقابي كوسيلة للتعبير عن الغضب.

 

البحث عن المساعدة الاحترافية:

إذا كانت المشاكل بين أي زوجين معقدة أو تستمر لفترة طويلة، فإن اللجوء إلى مساعدة احترافية مثل المشورة الزوجية أو الاستشارة النفسية يمكن أن يكون مفيدًا.

باستخدام هذه الخطوات، يمكن للأزواج التغلب على الصمت العقابي وبناء علاقة أكثر صحة وتواصلًا فعّالًا؛ مما يساهم في بناء علاقة متينة وصحية وناجحة ومستدامة.