هل يوتِر الطقس العلاقة بين الأهل والأبناء؟

هل يوتِر الطقس العلاقة بين الأهل والأبناء؟

سامية أحمد، سيدة فقيرة في عمر الـ 34 عامًا، تواجه علاقة معقدة في التعامل مع أبنائها الثلاثة. الأب عاطل عن العمل وتفتقر أسرتها لأي مصدر دخل.

ترى سامية التي تعيش في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، نفسها محاصرة بالضغوط المالية والنفسية، مما يجعلها تواجه توترًا عاليًا مع أطفالها. تحاول جاهدةً تقديم أفضل حياة ممكنة لهم، ولكن نقص الدعم والموارد يجعل التحدي أكبر ويفاقم القلق وهو أمر يؤثر على العلاقة الأسرية.

وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى توتر العلاقة بين السيدة الفقيرة وأبنائها، وبخاصة في قطاع غزة، حيث يُشار إلى أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعيش فيها الأسر الفقيرة يمكن أن تؤثر سلبًا على التفاعلات العائلية وتؤدي إلى توتر العلاقة، ومن بين الأسباب الشائعة:

الضغوط المالية: قد يكون الضغط المالي الشديد الذي تعاني منه الأسرة الفقيرة سببًا رئيسيًا في توتر العلاقة بين الأم وأبنائها. تصبح الأم في حالة توتر وقلق بشأن تأمين الاحتياجات الأساسية للأسرة، مما قد يؤثر على قدرتها على التفاعل بشكل إيجابي مع أطفالها.

الإجهاد والتعب: يعاني السيدات الفقيرات عادة من الإجهاد والتعب الناجم عن تحمل المسؤوليات العائلية والعمل المنزلي وغيرها من الضغوط الحياتية. هذا الإجهاد قد يجعلها أقل صبرًا وأقل قدرة على التعامل بشكل إيجابي مع أبنائها.

نقص الوقت والاهتمام: قد تجد الأم الفقيرة صعوبة في إدارة وقتها بشكل فعال بسبب العمل أو المشاكل المالية، وبالتالي قد تتراجع مستويات الاهتمام والتفاعل مع أبنائها.

نقص الموارد التعليمية والتثقيفية: الفقر قد يحد من إمكانية الأم لتوفير الموارد التعليمية والتثقيفية لأبنائها، مما يؤثر على فرصهم التعليمية والتنموية، وقد يؤدي ذلك إلى توتر العلاقة بينهم.

انعدام الدعم الاجتماعي: قد يفتقر السيدات الفقيرات إلى الدعم الاجتماعي والشبكات الاجتماعية القوية، مما يجعلهن يشعرن بالعزلة والضعف في التعامل مع الصعوبات.

ضغوط المجتمع والتمييز: قد يتعرض الأطفال الفقراء وأمهاتهم للتمييز والنظرة السلبية من بعض أفراد المجتمع، مما يزيد من التوتر والضغوط النفسية على العائلة.

ويشكل الطقس الحالي الذي سحب أقدام الكثير من الناس من الشوارع في ساعات النهار، فرصة للتقارب بينهم وبين أولياء أمورهم، وبخاصة أنها يقضون ساعات أطول داخل البيت بسبب العطلة الصيفية.

ويرى الأخصائي الاجتماعي، عطا أبو ناموس، إن الطقس الحار والذي يدفع الأبناء لقضاء وقت أطول في البيت وبخاصة خلال العطلة الصيفية يعتبر فرصة ممتازة لإصلاح العلاقة المتوترة مع أولادنا، مقدماً جملة من النصائح التي قد تساعد في تحسين العلاقة الأسرية خلال هذه الفترة:

 

الاستماع بتفهم:

 

حاول/ي أن تكون/ي متاحًا/ة للاستماع إلى أولادك بدقة من أجل فهم مشاعرهم واحتياجاتهم، وهذا الاستماع بحد ذاته يمكن أن يعزز الثقة والتواصل بينكم.

 

القيام بأنشطة مشتركة:

 

خطط/ي لقضاء وقت ممتع ومفيد مع أولادك. اختاروا أنشطة تستمتعون بها معًا، مثل الرحلات إلى شاطئ البحر وهي غير مكلفة ومناسبة لمختلف الشرائح المجتمعية، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة داخل البيت اعتمادا على التدريبات المجانية عبر الانترنت.

 

حدد/ي وقتًا للتفاوض:

 

إذا كان هناك نقاط صراع بينك وبين أولادك، فحاول/ي تحديد وقت للجلوس والتحدث بشكل هادئ ومفتوح عن المشاكل وسبل حلها، والتعرف على الأشياء التي تفسد ود العلاقة بينكم، حتى لو كان الفقر، فهو ليس سبباً كافياً ليفشل الأسرة، وهناك الكثير من الأسر الفقيرة استطاع أفرادها أن يضربوا مثالاً في الترابط والتأخي.

 

التحفيز والتقدير:

 

قدم/ي التشجيع والثناء عندما يبذل أولادك جهدًا لتحسين العلاقة معك أو عندما يقومون بأعمال إيجابية داخل المنزل.

 

تحديد حدود وقواعد:

 

يُعتبر وضع حدود وقواعد واضحة ضروريًا لتحسين العلاقة مع الأولاد. هذا لا يعني أن تكون/ي قاسيًا/ةً، ولكن يجب أن يكون هناك توازن بين الحرية والمسؤولية، بين أولياء الأمور والأبناء، لأن هذا يمنحهم الثقة من جانب، ويعزز احترامهم وتقديرهم لأولياء أمورهم.

 

التفكير الإيجابي:

 

حاول/س أن تركز على الجوانب الإيجابية في سلوك أولادك وتقدير ما يقومون به، وعدم التركيز فقط على الأخطاء، مع مراعاة ضرورة اكسابهم مهارات جديدة، والتي منها على سبيل المثال الاعتماد على الذات، المساعدة داخل الأسرة وعدم إلقاء الأبناء الذكور الأعباء المنزلية على الإناث، وإكسابهم القناعة، وحثهم على الأمل رغم ضيق الأفق ومرارة العيش.  

 

القدوة الحسنة:

 

كونك قدوة حسنة لأولادك يمكن أن يلهمهم لاتباع سبل إصلاح العلاقات والتعامل بإيجابية مع الآخرين، في مختلف مناحي الحياة، وبالتالي دعهم/دعيهم في كل مرة يشعرون بالفخر أنك أبيهم وأنكِ أمهم، فالسلوك الحكيم والموزون والراق من أولياء الأمور يساعد في زرع القيم الحسنة في نفوس الأبناء.

 

الصبر والعفو:

 

يحتاج تحسين العلاقات العائلية إلى وقت وجهد. لا تفقد/ي الأمل إذا لم ترَ/ تحسنًا فوريًا، وحاول/ي أن تكون/ي صبورًا/ة وعفويًا/ة.

العطلة الصيفية توفر فرصة لقضاء وقت جميل مع العائلة وتعزيز الروابط بينكم. استغلوا هذه الفترة بحكمة وحب، وربما تكون مفتاحًا لتحسين العلاقة المتوترة مع أولادك، مهما كانت الظروف المحيطة محبطة والواقع الاقتصادي بائساً، في نهاية المطاف العيش على الأمل خير من العيش بدونه.