مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تعمّ المنطقة العربية عموماً والأراضي الفلسطينية بوجه خاص، تتزايد المخاطر والتأثيرات السلبية على العديد من الفئات، لاسيما كبار السنّ الذين يعانون من أمراض مزمنة باعتبارهم الأكثر عرضة للمخاطر.
وتعاني هذه الفئة، خلال فصل الصيف الذي سجل درجات حرارة قصوى من خطورة تأثيرات ارتفاع درجة الحرارة في فلسطين، وازدياد معدلات الرطوبة في قطاع غزة الساحلي الذي يعاني من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي.
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها حيال التأثير السلبي لموجة الحر القائمة على صحة أصحاب الأمراض المزمنة من كبار السنّ، وأوصت بضرورة التعامل مع هذه الأزمة الصحيّة بجدية لتوفير حلول ملائمة لهم.
وتُقدِّر إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أنّ هناك ارتفاعًا في نسب الإصابة بالأمراض المزمنة بين الأفراد (18 سنة فأكثر)، إذ بلغت النسبة مؤخرًا 20% من سكان قطاع غزة.
ويشكّل ارتفاع درجات الحرارة تحديًا كبيرًا لكبار السنّ الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والربو. فالحرارة الشديدة قد تؤدي إلى زيادة تحمل القلب والأوعية الدموية، وبالتالي تزداد احتمالية حدوث أزمات قلبية وسكتات دماغية لهؤلاء المرضى.
كما تؤثر الحرارة الشديدة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري؛ مما يزيد من مخاطر تعرّضهم لأزمات صحية خطيرة. وكذلك يعاني مرضى الربو من ضيق التنفس واحتقان الشعب الهوائية نتيجة للاحتكاك مع الهواء الجاف والساخن، مما يجعلهم أكثر عرضة للنوبات الربوية الحادة.
أمام هذه الظروف الصعبة، يُنصح كبار السنّ باتباع بعض الإجراءات لحماية صحتهم خلال موجات الحر الشديدة. منها:
في الإطار تحذر منظمة الصحة العالمية من الآثار الصحية السلبية للحرارة الشديدة، وتؤكد على أهمية توعية المجتمع بالإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية كبار السنّ والفئات الأكثر ضعفًا من تداعيات موجات الحر.
وفي ظلّ هذا الارتفاع الحادّ بدرجات الحرارة وتأثيراتها السلبية ينصح بتعاون المؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية لتوفير الدعم اللازم والرعاية الصحية المناسبة للمرضى من كبار السن؛ لتقليل تأثير هذه الظروف الجوية القاسية على الصحة العامة.