توافق مجموعة من الباحثين الفلسطينيين في مجالي علم النفس والاجتماع على أن موجات الحر الشديدة التي تعيشها المنطقة العربية هذه الأيام بما فيها الأراضي الفلسطينية، يمكن أن تؤثر على أنماط السلوك في المجتمع العربي، وبخاصة أن ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجوية الملتهبة يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في سلوك الأفراد والمجتمع بشكل عام.
يشير الباحث الاجتماعي عطا أبو ناموس إلى أن تغيير نمط النشاط اليومي للناس، أمر حتمي في هذا الطقس شديد الحرارة والذي يتزامن مع انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، حيث قد يفضل الناس البقاء في أماكن باردة وتجنب التعرض المباشر للشمس، وهذا بطبيعة الحال يحد من التفاعل مع الآخرين في الأوساط الاجتماعية كالمناسبات والفعاليات الثقافية والترفيهية وحتى الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الحر على الحالة العاطفية والنفسية للأفراد، حسب أبو ناموس الذي أشار في سياق حديثه لـ"آخر قصة" إلى أن الناس قد يصبحون أكثر قلقًا أو تعبًا بسبب الظروف الجوية الحارة؛ مما يؤثر على تفاعلهم مع الآخرين ويؤدي إلى تغير في سلوكهم.
وقال: "قد يزداد الشعور بالتوتر والضغط نتيجة للحرارة، مما يؤثر على اتخاذ القرارات والتصرفات، وحتى طريقة التعبير عن النفس، وكذلك الحدة في ردود الأفعال"، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يزيد العلاقات الاجتماعية تعقيداً.
يقاطع ما قاله أبو ناموس، مع المختصة النفسية ريهام فارس التي أكدت أن ظروف الطقس الحارة تؤدي إلى تغيرات في السلوك والمزاج والتفاعلات الاجتماعية، ورهنت الأمر بالعديد من العوامل الأخرى مثل الثقافة والمجتمع والبيئة المحيطة. وقالت فارس لـ"آخر قصة" من المهم أن نكون واعين لتأثيرات الطقس على سلوكنا وتكيفنا معها بشكل صحيح وسليم، وبما لا يؤثر على علاقتنا الاجتماعية مع بعضنا البعض".
ولمواجهة آثار ارتفاع درجات الحرارة دون التأثير على حالتنا النفسية والمزاجية وسلوكنا العام، استعرضت المختصة عياد ثلاثة إرشادات وقائية:
أولاً: الاسترخاء والاستمتاع بأنشطة مريحة: قم بالاسترخاء والاستمتاع بأنشطة تهدئة الأعصاب مثل القراءة، والاستماع للموسيقى، وممارسة التأمل. قد يساعد ذلك في تخفيف التوتر والحفاظ على حالة مزاجية إيجابية.
ثانيا: البقاء على اتصال مع الآخرين: قم بالتواصل مع أصدقائك وعائلتك وشاركهم أفكارك، الدعم الاجتماعي يمكن أن يسهم في تخفيف الضغوط والاحتفاظ بحالة نفسية إيجابية.
ثالثا: عليك العناية بنفسك خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، فمن المهم الاستماع إلى جسدك والتوقف عند الشعور بأي أعراض غير طبيعية والبحث عن المساعدة والدعم النفسي الكامل إذا لزم الأمر.
في سياق منفصل، وفي الوقت الذي تقول فيه منظمة "بيركلي إيرث" (Berkeley Earth) للبحوث، والتي تعمل على التحليل الشهري لدرجات الحرارة العالمية، في تقرير نشرته في 11 يوليو الحالي إن هناك احتمالاً كبيراً نسبياً يتجاوز 80%، يفيد أن يكون 2023 العام الأكثر حراً على الإطلاق، يوصي أطباء الصحة العامة المواطنين بضرورة اعتماد مجموعة من الأساليب لمواجهة حرارة الطقس والتي منها:
تأكد من شرب كمية كافية من الماء والسوائل الأخرى طوال اليوم. يجب تجنب الإفراط في تناول الكافيين والكحول، إذ يمكن أن يسببا الجفاف وتأثير سلبي على المزاج.
ارتدِ ملابس فضفاضة وخفيفة من الأقمشة القطنية الناعمة وذات لون فاتح. كما يُفضل ارتداء القبعات أو المظلات لحماية الرأس والوجه من أشعة الشمس المباشرة.
حاول البقاء في أماكن مكيفة أو استخدام المروحة لتبريد الهواء. يمكنك أيضًا إغلاق الستائر أو الستائر لمنع دخول الحرارة إلى المنزل.
قد يكون من الأفضل ممارسة الرياضة في الصباح الباكر أو في المساء بعد انخفاض درجات الحرارة. تجنب ممارسة الرياضة في ساعات الذروة حيث يكون الطقس أكثر حرارة.
تناول وجبات خفيفة ومتوازنة طوال اليوم. قم بتضمين الفواكه والخضروات الطازجة والوجبات الغنية بالمغذيات الصحية في نظامك الغذائي.