على الرغم من التحديات الاقتصادية والتوترات الأمنية التي يعيشها قطاع غزة، خاصة في ظلّ حالة الحصار وانعدام فرص الانتعاش الاقتصادي والسياسي، ناهيك عن أزمة الكهرباء التي اشتدت وطأتها مع ارتفاع درجات حرارة الطقس؛ إلا أنّ الإحصاءات الصادرة عن هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، تشير إلى زيادة عدد الوافدين إلى القطاع، عبر معبري رفح وبيت حانون.
وبلغ عدد الوافدين خلال شهر مايو الماضي عبر المنفذين 11 ألف وافد، فيما تضاعف الرقم بشكلٍ مهول في الأسبوع الأخير من شهر يونيو المنصرم، إلى ما يزيد عن 16 ألف وافد عبر معبر بيت حانون وحده.
تعكس هذه الزيادة في عدد الوافدين، رغبة الآلاف من المغتربين بزيارة القطاع خلال فصل الصيف، الذي يُعدُّ فرصةّ بالنسبة لهم للقاء الأحبة وحضور المناسبات العائلية.
لكن يا ترى ما هي الأسباب الرئيسية التي تدفع المغتربين لتحمل عناء المجيء إلى قطاعٍ يُعاني من الحصار منذ 17 عامًا، والكثير من التعقيدات في الحركة والتنقل؟
العطلات المدرسية: في العديد من البلدان، يكون فصل الصيف هو فترة العطلة المدرسية الرئيسية التي قد تمتد إلى ثلاثة شهور صيفية، وبالتالي يكون الوقت المثالي للعائلات المغتربة لزيارة أهلهم وأقاربهم في بلدانهم، ومنهم المغتربون من قطاع غزة.
الطقس المشمس والدافئ: في فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة ويكون الطقس مشمسًا ودافئًا في الكثير من الدول. هذا يتيح فرصة للاستمتاع بالأنشطة الخارجية والتجول في المناطق السياحية والشواطئ والحدائق، وبالتالي يجد المغتربون الفلسطينيون في أوروبا مثلاً فرصة جيدة في الصيف لزيارة غزة والاستمتاع بطقسها.
المناسبات والاحتفالات: قد تشهد العديد من المناطق في فصل الصيف مجموعة متنوعة من المناسبات والاحتفالات كالتخرج والأعراس. ويكون الحضور في هذه الفعاليات جزءًا من تجربة العودة إلى بلد الأصل ومشاركة الأهل هذه الفرحة.
التواصل الاجتماعي والعائلي: تُعد عطلة الصيف فرصة للمغتربين للتواصل مع أصدقائهم وعائلاتهم في بلدهم الأصلي. قد يكونون يشعرون بالحنين والاشتياق للأهل الذين تركوهم عندما غادروا البلاد، ويسعون لقضاء وقت ممتع معهم لتجديد الروابط الاجتماعية والعائلية.
الاستقرار السياسي: يتمتع قطاع غزة في فصل الصيف للعام الحالي 2023 بهدوءٍ نسبي في الأوضاع السياسية والأمنية؛ مما يشجع العديد من المغتربين لاقتناص الفرصة وزيارة ذويهم وعائلاتهم وقضاء أوقات ممتعة لهم؛ خاصّة في ظلّ صعوبة استمرار الهدوء لفترات طويلة.
على أيّة حال، تتعدد الأسباب والظروف التي تدفع المغتربين الفلسطينيين لقضاء عطلة الصيف بين عائلاتهم في قطاع غزة، وتتراوح أهميتها ما بين شخص وآخر لكنها تتركز غالبًا في الأسباب الخمس السابقة.
