استعدت عائلة أبو سرية من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، ليلة أمس الاثنين، كغيرها من العائلات لإخلاء منزلها، والنزوح إلى أماكن أخرى، بعد إجبار قوات الاحتلال لها، تحت تهديد القصف.
في الطريق من دوار الحصان على أطراف مخيم جنين، حملت الأم ابنتها حبيبة ابنة العام ونصف العام، وسارت برفقة جدتها ونجلها علي، لتشهد المنطقة إطلاق نار كثيفا من قوات الاحتلال، لتفرق لم شمل العائلة من هول الموقف.
خالة الطفلة حبيبة التي فضلت عدم ذكر اسمها، روت تفاصيل حادثة انفصال ابني أختها عن أمهما، بعد أن خرجت العائلة من منزلها قسرا.
وتقول: "أثناء سير العائلة، جرى إطلاق الرصاص في محيط المنطقة التي كانت تتواجد فيها، الأمر الذي سبب الذعر لها، فتفرقت العائلة، الابن والطفلة عن الأم والجدة".
وتضيف: "أن أحد المواطنين نقل الطفلين إلى أحد بيوت الأقارب في الحارة الشرقية، دون علم العائلة، لتبدأ رحلة البحث عنهما، حتى باستخدام المناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليلتم شمل العائلة بعد ساعتين ونصف الساعة".
هذه المشاهد تعيد الأذهان إلى مآسي الشعب الفلسطيني إبان نكبة عام 1948، عندما تفرق شمل الكثير من العائلات، عقب استهداف قرى بأكملها، إضافة إلى روايات عن امرأة حملت وسادتها عوضا عن نجلها.
عائلة أبو جوهر تركت هي الأخرى منزلها، وتوجهت إلى ساحة مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، عقب استيلاء قوات الاحتلال عليه لنحو 34 ساعة، تروي ما حدث معها، على لسان أحد أفرادها منصور، بالقول: منذ اللحظة الأولى لاقتحام مخيم جنين، جرى الاستيلاء على منزل العائلة المكون من أكثر من طابق، وهو في الحارة الغربية حيث يقطنه نحو 50 من أفراد العائلة.
ويضيف: "أن قوات الاحتلال احتجزت أفراد العائلة في إحدى الغرف، وصادرت البطاقات الشخصية والهواتف النقالة، وتركتنا دون طعام وماء طيلة هذه الفترة، رغم وجود اثنين من ذوي الإعاقة، حتى أطلق سراحنا قبل اعتقال اثنين من أبناء العائلة".
وتابع أبو جوهر: "ما يحدث يذكرنا بالاجتياح الإسرائيلي في عام 2002، إذ تعرضنا للموقف نفسه، ولجأنا إلى منازل أقاربنا".
يذكر أن العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين ما زال مستمرا منذ أكثر من 35 ساعة متواصلة، وسط استشهاد 10 مواطنين، وإصابة نحو 100، بينهم 20 في حالة حرجة، ونزوح مئات المواطنين عن منازلهم.
المصدر: وكالة وفا