طارق الشيخ، شاب في العشرينيات من عمره، حصل على بكالوريوس تعليم أساسي من إحدى جامعات قطاع غزة ولكنه يعمل في ورش البناء كعامل، ويصطلح عليه لقب "صنايعيّ" (أي يملك مهارة البناء).
حال طارق هو حال الكثير من الخريجين الذين يعانون من البطالة، والتي بلغت نسبتها 75%، بين حملة الشهادات، غير أنَّ هذا العمل اليومي لا يُلبي عُشر أحلامه، كما قال.
ينحدر طارق من أسرة محدودة الدخل فوالده يعمل حارسًا لأحدِ الأبراج السكنيّة براتبٍ مقداره 700 شيكل شهرياً، ينفق منه على أسرته المكونة من 7 أبناء، أحدهم طارق (27 عامًا) الذي يُمني قلبه بالزواج والاستقرار في ظروفٍ مادية معقدة للغاية.
يرفض هذا الشاب فكرة الزواج قبل أنّ يُجهز بيتًا خاصًا به دون أن يضطر إلى اللجوء للاستئجار، فيما هو يتقاضى يومية بقيمة 50 شيكلًا عن عمله في البناء وهو دخل غير منتظم البتة، ما يعني تكاثر التحديات حوله أيّضًا.
يتوزع دخله الشاب اليومي بين وجبةٍ سريعة في جلسة الغداء يتشاركها مع زملاء مهنته وسط النهار وتُقدر بـ (10 شواكل) إضافة إلى المواصلات اليومية، وما تبقى يستثمره في الإنفاق على إخوته.
يُحاول طارق مساعدة والده بالنذر اليسير من مصروفاته الأسرية المترامية الأطراف، فيتولى مساعدة أخته وهي طالبة جامعيّة إذ يمنحها مصروف جيبها ومواصلاتها (10 شواكل يوميًا).
وتتراكم الاحتياجات المنزلية في وجه خريج الأسرة الأول، إذ تُلاحقه مصاريف البيت وفواتير الكهرباء والإنترنت واسطوانة الغاز التي تتجاوز قيمة تعبئتها الـ (70 شيكلاً)، فيما تستهلكها الأسرة في مدة تُقدّر بأقل من شهر.
مساءً بعدما يعود من عمله في البناء يَخلع ملابسه المتسخة بغبار الأسمنت، ولا يتوانى عن موعدِ لقائه بأصدقائه من أبناء الحي الذين رافقوه الدراسة الجامعية.
وتذهب (10 شواكل) من أُجرته اليومية أحياناً لدفعِ فاتورة المقهى البحريّ الذي يلتقي به أصدقاؤه، في جلسةٍ يتبادلون فيها همومهم أمام الشاطئ الذي حفظ وجوههم وأحوالهم فجميعهم خريجي جامعات لم يحظوا بفرصةِ عملٍ تُلائم مهاراتهم وقدراتهم العلمية.
أضف إلى ذلك مساهماته في توفير مواد التنظيف مثلاً لا حصرًا التي تشتريها العائلة من الباعة المتجولين؛ ظنًا بأنّها أقل سعرًا من الأخرى المتوفرة في المحال التجارية.
تُرفه أسرة طارق عن نفسها وما تُلاقيه من ضغوط على إثر ظروفها الاقتصادية السيئة، عن طريق الذهاب إلى البحر أو التجول في شوارع مخيم جباليا حيثُ يقيمون ويتناولون المثلجات، وهذا أقصى ما يُمكنهم فعله في ظلّ محدودية الدخل، للحصول على السعادة.
يطمحُ طارق بتحسين ظروف أسرته والنهوض فيها إلى الأفضل، مُعلِقاً الآمال على وظيفة يجني منها ثمار أربع سنوات قضاها في الدراسة، وإلا فسيبقى يُعاني عجزاً شهرياً في تغطية احتياجات أسرته:
إليكم قائمة المصروفات والعجز المالي لأسرة "طارق" بلغة الأرقام :