أعمل أنا فاطمة صلاح في مهنة صناعة المشغولات اليدوية من سعفِ النخيل، هذه المهنة التي تمتاز بأصالتها وقِدمها كأحد المهن التراثية التي عرفها الفلسطينيون منذ مئات السنين.
أصنع من سعف النخيل المقتنيات الأثرية داخل منزلي في دير البلح وسط قطاع غزة، كالسلال القشية المستخدمة للحلوى وأطباق العجين والمعلقات التي تستخدم للزينة في المنازل وغيرها.
وأحصل على سعف النخيل من الأراضي الزراعية مباشرة، فأجمع ما يُسمى بـ "قلب النخلة" ذا اللون الأخضر، وأقوم بتفريقه بشكلٍ دقيق تمهيدًا لوضعه في الشمس حتى يجف ويصبح جاهزًا للبدء في التشكيل.
وبعد التجفيف أجهز المياه الدافئة لنقع السعف لمدة 45 دقيقة، ومن ثم تجفيفه باستخدام قماشة قطنية ليصبح لينًا ويسهل تشكيله وصناعة السلال منه التي أقوم بإضافة لمساتي عليها من التلوين والتزين المتناسق والتي تمتاز بمحافظتها على رونقها فلا يتأثر شكلها مع مرور السنوات.
لطالما شعرت أن وجود هذه المنتجات داخل المنازل الفلسطينية يضفي أجواء تراثية عليها ويبعث رائحة الأجداد القديمة ويجعلنا نحافظ على تراثنا الشعبي الفلسطيني، فأنا أحتفظ بمقتنيات قديمة يزيد عمرها عن 10 سنوات وما تزال تحافظ على جمالها.
وأطمح إلى توسعة مشروعي هذا من خلال افتتاح معرض خاص بمنتجات سعف النخيل أعرضها فيه للعامة، بدلاً من عملي الشحيح حاليًا في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنتاج للزبائن حسب الطلب فقط.
اعمل دائما على حياكة هذه السلال ويحيطني الأبناء والأحفاد من حولي فأنا أحرص على تعليمهم المهنة لمساعدتي في العمل ولتوارثها جيلا بعد جيل حتى لا تضيع وتندثر في طي النسيان بين الأجيال.