اعتدت أنا طلال طه (73 عامًا) على تخزين الأعداد الورقية من الصحف الفلسطينية المحلية داخل مخزن داخلي في منزلي ببيت لاهيا شمال قطاع غزة منذ أربعين عامًا.
أهتم بجمع الصحف البارزة فقط كصحيفة "فلسطين، و"الأيام"، و"القدس"، ومن ثم أقوم بكتابة اسمي عليها ورقم هاتفي الشخصي وأضع علامة على الأخبار أو التقارير التي أفضلها أثناء القراءة.
أما عن طريقة التخزين، فالمخزن لدي يضم مئات الأكياس إذ أضع كل أعداد الصحيفة الصادرة خلال شهر في مظروفٍ خاص وأوثقها فأكتب اسم الصحيفة والشهر على كل كيس.
وإلى جانب الأكياس والتخزين، أخصص بعض الحقائب صغيرة الحجم أضع فيها أعداد الصحف التي تضم أحداثًا نوعية، وأطلع عائلتي والمحيطين بي عليها لأهميتها.
شهدت عملية جمعي للصحف عبر العقود الماضية الكثير من الصعوبات، فقد كنت في البداية أرسل أبنائي لمسافات طويلة لشراء الصحف من أحد الموزعين، ومع تطور عمليات التوزيع أصبح الموزعون يوفرونها لي على دراجاتهم الهوائية قبل أن يصبح التوزيع من خلال الصناديق التي توضع أمام المنازل.
ومن أهم الصعوبات التي واجهتني أيضًا في جمع الصحف هي فترة إغلاق المعابر في قطاع غزة عام 2007، ومنع إغلاق الصحف بين غزة والضفة الغربية فاتجهت لصحيفة فلسطين المحلية الصادرة في غزة وبقيت على جمعها وحدها لسنوات ثم مع عودة دخول الصحف الصادرة في القدس والضفة الغربية للقطاع أصبحت أحتفظ بأعدادها جميعًا.
وخلال كل تلك السنوات اهتممت بشكلٍ خاص بطباعة بعض الأخبار على أوراق ملونة ومُصورة، خاصة الأحداث الشهيرة التي شهدتها فلسطين أو المنطقة العربية كصفقات التبادل أو وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أو عملية اعتقال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وغيرها.
وتضم هذه الصحف آلاف الأخبار التي مرت على القضية الفلسطينية، خصوصاً منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، سواء الانتخابات التشريعية الأولى 1996 أو الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، واتفاقية أوسلو، وغيرها من الأحداث.
وكان قد بدأ اهتمامي بجمع الصحف منذ عام 1969 وازداد أكثر مع انتشار الصحف الورقية في فلسطين، فهي هوايتي الشخصية التي اختزنت عبرها 20 ألف صحيفة والتي لا يمكن أن أتركها حتى في زمن انتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي يستقي الناس أخبارهم منها عوضًا عن الصحف دون أن يدركوا قيمتها.