عن "آلاء" التي مكنت أسرتها اقتصادياً ووفرت علاجها  

عن "آلاء" التي مكنت أسرتها اقتصادياً ووفرت علاجها  

بعد الحصول على تدريبات مكثفة، استطعتُ أخيرًا افتتاح صالون التجميل الخاص بي. اسمي آلاء نوفل، أبلغُ من العمر 33 عامًا، افتتحت صالون تجميل خاص بالنساء في مخيم دير البلح للاجئين وسط قطاع غزة قبل فترة قصيرة.

خلال السنوات الماضية، كُنت أعمل على تطوير مهاراتي في التجميل وتصفيف شعر النساء من خلال الاهتمام بأطفالي الأربعة، كما كنت أعمل على تصفيف شعر النساء في المنزل وبخاصة أنه لم تكن تتوفر لدي إمكانات مادية لإفتتاح صالون خاص. 

بدأ عملي في التجميل نتيجة شغفي في هذه المهنة التي أحببتها منذ الصغير، لتتحول فيما بعد إلى عمل ومصدر دخل مستقل لي ولأسرتي.

في وقت ما تعطل زوجي عن العمل، وأصبحنا نعاني من سوء الوضع الاقتصادي. كما أني إصابت حينها بمرض معوي بشكلٍ مفاجئ وقد كان ذلك في العام 2018، حيث حصلت على تحويلة علاج في مستشفيات الضفة الغربية في مدينة نابلس تحديدًا.

هناك، قرر الأطباء مكوثي في نابلس لأربعة أشهر لتلقي العلاج، وهي فترة طويلة نسبيًا بعيدًا عن زوجي وأطفالي، لكنها كانت فرصة أيضًا، استثمرت وجودي هناك وتلقيت دورات متخصصة في تصفيف الشعر، والميكروبلادينج، وتركيب الرموش، بالإضافة إلى استخدام أجهزة الليزر، كما تعلمت كيفية استخدام المنتجات الجديدة لعلاج بروتينات الشعر.

بعد عودتي إلى منزلي في قطاع غزة، عُدت لاستقبال الزبائن والعمل معهنّ من المنزل، وبدأت في التفكير بافتتاح مركزي الخاص لكن وضعنا الاقتصادي حال دون ذلك حتى سمعت عن برنامج Anera's Women Can، وبالفعل انضممت له، حيث تلقيت هناك العديد من التدريبات المكثفة في إدارة المشاريع، ومهارات التحصيل المالي، وهو ما ساعدني في إدارة مشروعي الصغير الخاص. 

خلال البرنامج، لم أكُن الوحيدة. كانت هناك العديد من النساء المشاركات تلقينا التدريبات برفقة بعضنا البعض، حتى وصلت إلى مرحلة افتتاح صالون التجميل الذي ساهم في زيادة عدد الزبائن، كون النساء يُفضلنّ زيارتي في المركز وليس المنزل.

وبدلاً من تعدد المهام كما هو معتاد في صالونات التجميل، اخترت التركيز بشكلٍ خاص على تصفيف الشعر، بما في ذلك صبغ الشعر وتنعيمه وعلاجه باستخدام البروتين وطرق أخرى آمنة بعيدًا عن الطرق والأساليب التي تؤدي لتساقط الشعر.

ساعدني البرنامج في تأسيس الصالون، وتطوير أعمالي في مجال مازال يتطلب خبرات واسعة، ويطلبه الزبائن بكثرة، حيث أصبح عملي أكثر استقرارًا من السابق.

وبعدما زاد عدد الزبائن، تمكنت من توظيف عاملات أخريات لمساعدتي من وقت لآخر خاصة في أوقات الازدحام خلال الإجازات ومواسم الزفاف، وهو ما أشعرني بالسعادة كوني تمكنت من توفير فرصة لنساء أخريات يعملنّ معيلات لأسرهنّ أيضًا.

آمل أن أتمكن من تطوير مشروعي إلى مركز تجميل أكبر في المستقبل، بعدما استطعت تغطية احتياجات أطفالي ونفقات علاجي الطبية، وأسعد بنجاحنا كنساء في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها في قطاع غزة.