بعد انقطاع 33 عاماً: هبة تحصل على التوجيهي

بعد انقطاع ثلاثة عقود عن الدراسة

بعد انقطاع 33 عاماً: هبة تحصل على التوجيهي

من جد وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل، ليست مجرد كلمات تقليدية اعتدنا على قولها بل هي حقيقة أثبتها بعد تجربتي، أنا هبة أبو جهل (46 عاماً) نجحت في امتحانات الثانوية العامة بمعدل 75.4% بعد انقطاع عن الدراسة دام 33 عاماً.

استطعت أخيراً أن أحقق حلم حياتي الذي لطالما عشت فيه وتخيلته منذ سنوات بعد عودتي إلى مقاعد الدراسة وأخذ الخطوة الجدية الصحيحة للوصول إليه متحدية سنوات من اليأس والخوف حالت بيني وبين تجاوزي للوصول لما أطمح له.

ظروفي لم تسمح لي بالوصول إلى هدفي خلال السنوات الماضية، حيث تزوجت في عمر الـ 13 عامًا، وانقطعت عن الدراسة بشكلٍ كامل، نتيجة انتقالي إلى منزل الزوجية، وانشغالي بالأمور الحياتية ومهام المنزل اليومية، مؤخراً حاول المحيطون بي إقناعي أن أترك الرهبة والخوف وأنْ أسعى لتحقيق النجاح.

كانت والدتي أكبر مُشجع لي حتى اتخذت قرار عودة التقدم لامتحانات الثانوية العامة، بعد سنوات طويلة من الانقطاع. لم يكن الأمر سهلاً، أنا لم أحصل على الشهادة الإعدادية، لذلك بدأت مسيرتي في العودة للتعليم من الإعدادية ثم انتقلت لمرحلة الثانوية العامة لذلك واجهت صعوبات كبيرة في التأقلم والعودة لأجواء لم أعشها سوى مع أبنائي خلال مراحلهم الدراسية.

كـأن الأمر يشبه النقش على الحجر، كان لابد من العودة لمرحلة التأسيس في كل المواد كون أعوام انقطاعي ليست قليلة والإنسان بطبعه ينسى، احتاج الأمر مني الصبر والسهر والمثابرة، إلى جانب التوفيق بين أمور منزلي ودراستي الدورية، واضطررت لبذل جهداً مضاعفاً، مقارنة مع الطلاب النظاميين الذين لم ينقطعوا عن الدراسة مثلي.

وصلت لمرحلة الثانوية العامة بعد تحدي كبير لنفسي ولمن حولي متجاوزة الاختبارات النهائية والتي لم تكن بالسهلة، وواجهت صعوبة أكبر أثناء تقديمي لمبحثي اللغة الإنجليزية والتاريخ، والحمد لله أني استطعت أن أجتاز المرحلة بعد كل المجهود الذي بذلته.

ليلة النتيجة كان صعب عليّ النوم، شعرت بالقلق جراء التوتر والخوف الذي أصابني، أسئلة كثير دارت في رأسي ساهمت بزيادة التوتر، بدأت منذ ساعات الصباح الأولى مراقبة هاتفي بخوف وقلق، أنتظر لحظة إعلان نتائج الثانوية العامة، وأحاطني أبنائي منتظرين معي فرحة النجاح على أحر من الجمر، دقائق بسيطة تحول شعوري من الخوف والتوتر إلى فرحة كبيرة وابتهاج، فعلاً فرحة النجاح لا تضاهيها أيّ فرحة، وهي ما يمكن نسميها بـ فرحة العمر.

أجواء من البهجة والسعادة أعيشها اليوم مع أبنائي وأقاربي والجيران وأستقبل المهنئين المبتهجين بما حققته من إنجاز لتهنئتي بنجاحي. اليوم أُنهي حُلم وأبدأ حُلم جديد لاستكمال دراستي الجامعية في علوم القرآن واستكمال شغفي بالدراسات الدينية.