اسمي علاء أبو اصليح، في منتصف عقدي الثاني من العمر، وأسكن في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. أعاني من إعاقة حركية منذ الطفولة، أجلس الآن على كرسي متحرك يدويًا لقضاء احتياجاتي، وكان لديّ كرسي كهربائي إلا أنني فقدته.
تخرجت من الكلية الجامعية تخصص هندسة حاسوب قبل سنوات قصيرة، وتركز نشاطي فيما بعد في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة، لأصبح ناشطًا فعالاً في هذا المجال، وكان الأمر يتطلب مني التحرك بشكلٍ دائم هنا وهناك.
ساعدني الكرسي الكهربائي كثيرًا على التحرك والخروج من المنزل، كوني أقيم في مسكن مطل على شارع غير مرصوف، ومن الصعب أن يتحرك الكرسي اليدوي في طريق ترابي متعرج. الأمر يحتاج إلى مساعدة من آخرين وبذل مجهود كبير من أجل الوصول للشارع الرئيسي.
صحيح أنّ إدخال الكرسي الكهربائي للأشخاص ذوي الإعاقة أو كبار السن إلى قطاع غزة يعتبر من الأمور الصعبة، ويتم إدخال كميات بسيطة جدًا من حين لآخر بفعل تحكم الاحتلال بحركة المعابر، إلا أن المشكلة الحقيقة تكمن في عدم توفر قطع الغيار، وبخاصة إذا تعرض الكرسي لأي عطل.
قبل أشهر واجهتني مشكلة في الكرسي الكهربائي الخاص بي، حاولت استغلال دراستي وخبرتي في الهندسة الإلكترونية وتفحصت القطع الإلكترونية في الكرسي، إلا أنّ عدم توفر لوحات إلكترونية في الأسواق وعدم توفر بطاريات تسبب في عدم مقدرتي على إصلاحه أو حتى استخدامه.
يقف الكرسي الكهربائي الخاص بي كعبء في باحة المنزل، أنظر إليه كلما مررت بجانبه وكأنه قطعة خردة، مع العلم هو بحالة ممتازة ولا يحتاج سوى قطعة بسيطة، حتى يعود كما كان في السابق، ويسهل علي الحركة خارج اسوار هذا البيت.
في الحقيقة ليس الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 15 عامًا على قطاع غزة، لا يتحكم فقط بحرية الأشخاص بالدخول والخروج من غزة، ولكنه أصبح يحاصرنا داخل مساكننا بسبب الإجراءات المعقدة التي يفرضها الاحتلال على الأجهزة الإلكترونية والمعدات وقطع الغيار.
كثير ما أجلس وحدي في باحة المنزل، بعض الأصدقاء والجيران يزوروني من وقت لآخر لنتحدث قليلاً، إلا أنني بدأت أشعر بالاكتئاب، وهو أكثر ما يخيفني. أشعر بالخوف كلما سيطر عليّ شعور الوحدة والعزلة، أحاول المقاومة وأتمنى أن أستعيد حياتي وحريتي وعلاقاتي خارج المنزل.