عندما يكون أقصى الطموح الحصول على مطبخ

عندما يكون أقصى الطموح الحصول على مطبخ

أنا هديل وهدان، أعيش وعائلتي في منزل صغير، يفتقد للمطبخ والحمام والأثاث، في بلدة بيت حانون الواقعة في الشمالي الشرقي لقطاع غزة. متزوجة ولديّ طفلان، ونتشارك المنزل الصغير مع كامل عائلة زوجي، المكونة من 14 فرداً.

بسبب ضيق الحال، وعدم توفر الأموال اللازمة لاستكمال البناء، اضطررنا للنوم على فرشات وبطانيات قديمة، داخل البناء الهيكلي والغير مكتمل التشطيب، في الصيف، أصابتنا الحرارة الشديدة وأثرت على صحتنا، أما في الشتاء تعرضنا للبرودة والأمطار، عانيت مع أطفالي، وحتى صحتي البدنية لم تكن جيدة بسبب سوء الأحوال الجوية وسوء المسكن.

منذ خمس سنوات، قررت العائلة البناء بعد تجميد مبلغ من المال، واستدانة آخر، لكن لم نتمكن من تشطيب المبنى، وبسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وتراجع العمل، أصبحنا نستخدم المال القليل المتوفر لشراء الأكل والشراب، وسداد جزء من الديون المتراكمة.

لم أشعر بالراحة منذ سنوات، ولا أتذكر متى كانت، كٌنت أحلم أن أصبح ممرضة بأحد المستشفيات، لكن سرعان ما تحطم حلمي. كُنت طفلة في السادسة عشر من عمري، لم تتمكن والدتي من من استكمال تعليمي بسبب الظروف المادية الصعبة، تركت الدراسة وتزوجت من ابن عمي، الذي لم يكن أفضل حالاً من الناحية المادية.

في عام 2018، بدأت العمل وحماتي في مشروع صغير لصناعة المعجنات، وكنا نحصل على 30 شيقل يومياً، كربح صافي، ساعدنا بتوفير المواد الغذائية للمنزل والأطفال. أما زوجي، لم يتمكن من العثور على عمل بسبب حالة صرع شديدة أصابته وأصبح يعاني منها.

وفي عام 2020، ومع انتشار فيروس كورونا في قطاع غزة كما العالم، ساءت الأعمال التجارية بشكلٍ عام، كما ساء عمل مشروعنا، واضطررنا التوقف عن العمل، لأصبح بلا عمل، وبلا دخل بسيط يوفر لنا الطعام اليومي.

خلال تلك الفترة، أصبحتُ حاملاً، وكنت أضطر لغسل ملابس عائلتي باليد، ليس لدينا غسالة، وليس لدينا ما نضعه في الثلاجة الغير متوفرة أيضاً، كما نطهو على الحطب، لعدم توفر الغاز.

بسبب توقف العمل، حصلت مؤخراً على دفعات نقدية من الحماية المدنية والمساعدة الإنسانية للاتحاد الأوروبي (ECHO) والتي هدفت إلى دعم الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بسبب وباء كورونا بالإمدادات الأساسية، بما في ذلك الطعام والإيجار. لم أصدق، أخيراً سأرتاح وسأحصل على حمام ومطبخ.

تصوير/ فاطمة شبير