أنا ترنيم المدهون، أصبح عمري 28 عامًا، درست التربية الفنية في الجامعة، وأسكن في مخيم الشاطئ للاجئيين غرب مدينة غزة. من هواياتي الرسم على الزجاج، وصنع دمى خشبية صغيرة، يمكن استخدامها كتحف منزلية ومكتبية.
سأحكي لكم قصتي مع المناشير الخشبية والرسم على الزجاج ومتجري ترانيم فنية. بدأت رحلتي عام 2015 عندما افتتحت متجرًا إلكترونيًا للرسم على الأكواب حسب المناسبة والتخصص الذي يحتاجه الزبون، لانطلق بعدها لرسم الأنمي بشكل صغير لا يتعدى 6 سم وبدقة عالية، ثم أخذ عملي منحنى آخر بتعلم التصميم على الخشب وذلك في عام 2018.
خلال دراستي الجامعية، أصابني هلع وضجيج عندما كنت أتواجد في ورشات التدريب الجامعية وسط الألواح الخشبية والمناشير الكهربائية، وكنت أتساءل "كيف تتحول هذه الألواح الصماء إلى قطع فنية؟ وهل سأتمكن من التعامل مع المناشير الكهربائية؟".
منحت نفسي لحظات وربما ساعات وأيام من التأمل والتفكير، حتى سمحت لنفسي بالانجرار وراء شغفي وتحدي مخاوفي. كما صحبني الخوف في بادئ الأمر أثناء دراستي الجامعية، وخلال العام الدراسي الثاني، بدأت الرسم على الزجاج، ليكون التحدي الأول خاصة وأنه مساق يدرس لطلاب العام الدراسي الرابع، لأن التعامل مع الزجاج والفسيفساء يحتاج لخبرة كبيرة، المهم أنني تمكنت من تجاوز مخاوفي ولفت انتباه أساتذتي بالجامعة من خلال أعمالي.
وفي عامي الدراسي الثالث، كان يجب أن نتعلم دارخل ورشة نجارة، وكان لابد من تعاملي مع ألواح الخشب والمناشير الكهربائية، وقتها تملكني الشعور بالخوف من فقدان أصابعي، في حين أنها الأداة للفنان لتعبيره عن فنه. قد يكون شغفي بالفن أوقعني بحب "منشار الأركت"، وهو منشار يستخدم في الأعمال الخشبية الفنية الدقيقة، وهو ما مكنني من صناعة المصغرات الخشبية الفنية.
بعد تخرجي قررت تملك منشار الأركت الخاص بي، وهو ما أخذ مني وقتًا طويلاً بسبب عدم توفره في أسواق القطاع، بل يكاد أن يكون مجهولاً لدى الغالبية، وتتوفر منه بعض القطع في مراكز تدريب تابعة لمؤسسات، لكن بعد 3 سنوات من البحث، حصلت عليه وبدأت في تحقيق حلمي وتحويل العالم المحيط بي إلى دُمى مصنعة بحرفية.
اليوم، وبعد سنوات من العمل داخل معملي الخاص بمنزلي، أنتجت الكثير من الدُمى الخشبية، والتي أسوقها من خلال متجري الخاص "ترانيم فنية"، كما أعرض الأواني الزجاجية المزخرفة برسوماتي، والتي تلقى قبولاً ورواجًا من زبائني.