اسمي دعاء عزارة، عمري 35 عامًا، من مخيم البريج وسط مدينة غزة؛ درست التعليم الأساسي ومن ثم حصلت على دبلوم فنّي عمليات، أحببتُ التطريز الفلسطيني منذ الصغر، طرّزت أول غرزة في حصة التدبير والأشغال في المدرسة، راقني هذا كثيرًا، أنفقتُ الكثير من الوقت والجهد حتى أحصل على قطعة جميلة مطرزة بألوان مميزة، فعرفت وقتها أن المُخرَج الجيد يحتاج للدقة والكثير من الصبر.
صنعتُ مجموعة مختلفة من القطع المطرزة وزيّنتُ بها منزلي، مخدات، شراشف وملابس وغيرها.
جميعهم كانوا معجبون بصنيعي، أهلي، أسرة زوجي والجيران، حتى أنهم نصحوني بإنشاء متجر إلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعرض أعمالي عليها، فربما تصل لمن هو مهتم وتصبح كمصدر دخل لي، مؤخرًا ومع ازدياد تردي الوضع الاقتصادي، سألت نفسي.. لما لا؟
وبالفعل أنشئت حسابًا على انستجرام وآخر على فيس بوك أسميته "خيوط المشاعر"!، بدأت بالتسويق لأعمالي، متبعة أساليب الصفحات والمشاريع المختلفة في كيفية النشر والترويج، اجتهدت في التقاط صور جيدة ومعبرة عن مشغولاتي.
وصلني عدد من الطلبات لمطرزات على الملابس والقبعات الصوفية، والخيش (نوع من النسيج القماشي السادة)، لم أستخدمه من قبل، فبحثت عبر اليوتيوب وتعلمت كيفية التطريز عليه، فظهر نوع آخر من التطريز يسمى "البرازيلي"، عاودتُ البحث وتابعت دروسًا للمبتدئين فيه، كما أنني أصنع بعض الإكسسوارات من مواد مختلفة.
مع أن حجم الطلب ليس كبيرًا، إلا أنني أحاول متابعة كل جديد حتى أتمكن من مواكبة الموضة، أسعار المطرزات مرتفعة نوعًا ما؛ نظرًا للمواد المستخدمة فيها، إضافة إلى الوقت والتركيز الكبير الذي أنفقه لإنجاز العمل، وفئة قليلة من تُقدّر هذا الجهد.
يُحب زبائني الدقة العالية والاتقان في عملي، وهذا ما أحرص عليه دومًا، في بعض الأحيان تُساعدني ابنتي مشاعر وعمرها 12 عامًا، هي أيضًا أحبت التطريز في سن المبكرة، تمامًا مثلما فعلت أمها، لذا أسميت مشروعي الصغير على اسمها "خيوط المشاعر".