قال إياد سليم وهو يتكئ على أحد جدران بيت يستأجره، يتألف من غرفة واحدة في حي الشجاعية شرق مدينة #غزة، إن الحَرّ والفقر يجتمعان عليه منذ قرابة الثلاثة أسابيع، وإنه لم يعد بمقدوره أن يواصل الصبر على هذا الحال.
انضم إياد «41 عاماً» ومعه أسرته المكونة من خمسة أفراد، إلى طبقة #الفقراء. حيث انحدرت أحوالهم من العيش على الكفاف إلى الجوع والفقر.
ليس بمقدور الرجل الذي كان يعمل بائعاً للذرة على «كورنيش» مدينة غزة، أن يتخذ خطوة جريئة لتجاوز هذا الحال، إذ تفرض السلطات الأمنية حظراً للتجوال نتيجة انتشار فيروس #كورونا وتصنف منقطته بالـ«حمراء» يمنع الدخول والخروج منها.
الـ«كورنيش» وقبل أقل من شهر كانت تشهد مقاهيه صخباً يمتد إلى ساعات الفجر، لكنه اليوم أصبح فارغاً تماماً من الناس وقد أخمدت نار مواقد الذرة.
استمرار الحال على هذا النحو لمدة أطول، سوف يعرض أسرة إياد للطرد من المسكن، وبخاصة إنه عاجز عن دفع قيمة الاستئجار، لذا يسأل: «هل يعي المسؤولون خطورة الظروف التي يعيشها العمال وأصحاب الأجر اليومي؟».
يخشى إياد كثيراً على أفراد أسرته من الإصابة بالفيروس، الذي طال أكثر من ألف حالة في قطاع غزة منذ 25 أغسطس الماضي، غير أنه لم يستطع شراء أقنعة واقية «كمامات» لهم، قائلاً: «إذا توفر في جيبي شيكل واحد حتماً سأستثمره في شراء الطعام، فهو أولى».
يُصر الرجل على التعايش مع الفيروس والتخفيف من الإجراءات الصحية، ومعه الآلاف من عمال المياومة، ليس رغبة في التسليم بالواقع، ولكن انتصاراً لأمعاء أطفالهم التي بدأ يتسلل إليها الجوع.
واستناداً إلى أرقام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت حتى نهاية الربع الثاني الماضي «49%» بعدد عاطلين عن العمل بلغ «203.2 ألف فرد».
يقول إياد الذي قطع علاقته بالتعليم باكراً، إنه يكافح من أجل صناعة مستقبل أفضل لأطفاله الخمسة، غير أنه عاد وقال بواقعية مطلقة: في بلد يتمدد فيه الفقر كما يتمدد ثعبان في الرمل، لا يوجد مستقبل.