ينظم ثلاثة أشقاء من عائلة سليم جدولاً زمنياً لحل واجباتهم إلكترونياً عبر جهاز لوحي متهالك، ورغم ذلك يحصل نزاع بين الأشقاء على وقت الشاشة الثمين خلال ساعات وصل الكهرباء الثماني.
قال محمد في الصف الحادي عشر: "ثلاثتنا ننتظر حتى تعود الكهرباء، وذلك حتى نتمكن من إعادة شحن الهواتف ومن ثم إرسال الواجبات عبر الإنترنت، وتنزيل الواجبات الجديدة، وهذا يعتمد على مدى ضعف أو قوة الإشارة".
بينما تقول الأم: "غالباً ما يحصل نزاع بين أبنائي نتيجة عدم القدرة على توفير وقت متساوي (..) أحيانا يجري تقليص جدول الكهرباء إلى ست ساعات وهذا ما يضاعف العبء الدراسي ويراكم حل الواجبات".
يشكلُ انقطاع التيار الكهربائي الروتيني، إلى جانب رداءة خدمة الإنترنت، تحدياً أمام التعليم عن بعد في قطاع غزة، خلال انتشار جائحة كوفيد 19 .
مع إغلاق المدارس في جميع أنحاء القطاع الساحلي في الرابع والعشرين من أغسطس الماضي، أصبح مئات الآلاف من الطلبة عالقين في منازلهم، وانتقل التعلم عبر الإنترنت.
التعلم عن بعد يشكل أيضاً تحدياً أمام الطلبة وذويهم في قطاع غزة المحاصر والذي يعاني فيه نحو 80% من السكان على المساعدات الخارجية، إذ تكافح معظم العائلات لأجل دفع فاتورة الانترنت أو شراء أجهزة لوحية لتمكين أطفالهم من التعلم.
في المتوسط ، يحصل سكان غزة التي تديرها حركة حماس على ثماني ساعات من الكهرباء يوميًا والتي تنتجها محطة التوليد الوحيدة إلى جانب خطوط الكهرباء الإسرائيلية المغذية للقطاع.
سمير أحمد، أحد الآباء المتعطلين عن العمل منذ بدء أزمة كورونا، ويعمل سائق أجرة، قال: "لقد كان شراء القرطاسية أوفر قليلاً مقارنة بالتكلفة المالية العالية التي تنطوي عليها عملية التعلم عن بعد، لاسيما وأن أطفالي بحاجة ماسة إلى شراء جهاز تابلت للتواصل مع المعلمين، وأنا عاجز عن شراءه".
وتسبب الإغلاق الذي فرضته الحكومة في غزة قبل أكثر من شهر بعد إصابة سيدة بالفيروس خارج منشآت الحجر الصحي، في تعطل نحو 160 ألف عامل يعيشون بأجور يومية، وفقا لنقابات العمال.
ومنذ ذلك الحين، سجلت وزارة الصحة إصابة 3162 مواطن، ووفاة 22 حالة.
ويجري حالياً تخفيف الإغلاق بشكل جزئي في بعض المحافظات، غير أن المدارس والمساجد والمرافق العامة الأخرى لا تزال مغلقة، فيما أن حظر التجول الليلي ساري المفعول.
يتوقع مسؤول العلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم في غزة معتصم الميناوي، أن يعاد فتح المدارس أمام الطلبة خلال الأيام المقبلة وفق ضوابط محددة، مع دوام جزئي، مشيرا إلى أن التحديات ستستمر حتى بعد إعادة فتح المدارس، خشية من حصول حالات اختلاط بين الطلبة.