رويترز
اختفت أبراج شاهقة في بلدة بيت لاهيا بقطاع غزة وحلت محلها خيام، بعدما حولت الضربات الجوية العنيفة التي شنتها إسرائيل بعض العائلات إلى مشردين بلا مأوى تحاصرهم الشكوك في بدء إعادة الإعمار في وقت قريب.
وحصل الفلسطينيون في القطاع على بعض التعهدات بتقديم مساعدات مالية من أجل إعادة الإعمار بعد القتال الذي استمر 11 يوما.
ووعدت كل من مصر وقطر، اللتين ساعدتا في التوسط في هدنة بدأت يوم الجمعة، بتقديم 500 مليون دولار من كل منهما.
ووسط حطام المنازل في بيت لاهيا، يلعب الأطفال ويجلس الكبار يرتشفون الشاي على قطع الأثاث المحطمة.
تحمل لافتات أسماء أصحاب المنازل الذين فقدوا دفئها، وعلى لافتة أخرى كُتبت أسماء أربعة أطفال وامرأتين ورجلين قتلوا في القصف.
نجا عبد الله الزوارعة وعائلته من إحدى هذه الضربات في 13 مايو أيار. كان الشاب الذي يعمل حلاقا والبالغ من العمر 23 عاما وأمه وأشقاؤه يزورون أقاربهم عندما وقع القصف وانهار منزلهم وتحول إلى كومة من الأنقاض.
قال لرويترز "إحنا ناس متدمرين بعد القصف (الاسرائيلي) علينا.. مفيش مكان إلا الخيمة لنا حاليا" مضيفا أن أسرته تبحث عن منزل للإيجار.
وفي إشارة إلى قصص الفلسطينيين الذين لم تتم إعادة بناء منازلهم حتى الآن منذ حربي 2014 و2008-2009 يقول الزوارعة "أنا قلقت كتير ومن جوه خايف كتير".
وذكر شهود عيان أن المنطقة تعرضت لنحو 30 غارة جوية إسرائيلية خلال القتال. وتقول إسرائيل إنها كانت تستهدف مقاتلين فلسطينيين ومخازن أسلحة وإنها اتخذت إجراءات لمنع سقوط ضحايا من المدنيين.
وعرضت الولايات المتحدة بعض المساعدة، لكنها اشترطت ألا يكون لحركة حماس، التي تدير القطاع والتي أمطرت إسرائيل بالصواريخ في الصراع، دور في إعادة البناء. وقال يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة يوم الأربعاء إن حركته لن تمثل عقبة في هذا الطريق.
وقالت وزارة الإسكان في غزة إن 1500 وحدة سكنية دمرت تماما وإن 1500 وحدة أخرى لحقت بها أضرار بحيث يستحيل ترميمها، فيما لحقت أضرار جزئية بحوالي 17 ألف وحدة. وقدر مسؤول في الوزارة تكلفة إعادة بناء المنازل بحوالي 150 مليون دولار.
وأوضح المسؤول أن 2000 وحدة سكنية دُمرت في الصراعات السابقة لم يتم إعادة بنائها حتى الآن. وأضاف أن إعادة بنائها ستتكلف 200 مليون دولار أخرى.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 254 شخصا على الأقل قتلوا في غزة وأصيب أكثر من 1900. وقالت اسرائيل إن 13 قتلوا بالصواريخ التي أُطلقت من غزة وفي هجوم بصاروخ موجه.
وقالت أمينة والدة الزوارعة "أنا ربيت الأولاد وهم صغار... ولنا ذكريات كثيرة وأنا وأولادي.. البيت هاد يمكن يرجع بس الذكريات مستحيل ترجع".
وفي مدينة غزة ، قال زياد دهمان، وهو موظف عام متقاعد دُمر منزله في 2014 ولم تتم إعادة بنائه حتى اليوم، إنه يشعر بألم الضحايا الجدد.
وقال "أتمني أن الموضوع يتم معالجته بسرعة وما يعانوش الناس إللي انهدمت بيوتها كما عانينا إحنا لسنوات طويلة".