أنا أُبي عبودي، مواطن فلسطيني من الضفة الغربية وأحمل الجنسية الأمريكية، اعتقلت العام الماضي من قبل الاحتلال الاسرائيلي قبيل (عيد الميلاد)، ومكثت في سجن عوفر بعيداً عن دفء أسرتي.
ظروف السجن صعبة للغاية، مكثت في حجرة صغيرة أشترك فيها مع سبعة أسرى آخرين، وأصبحنا إخوة. كانت هناك جدران إسمنتية خشنة وظروف صعبة وقمعية.
أصرت وقتئذٍ عائلتي على إضاءة الشجرة داخل البيت، لنقل رسالة مفادها أن الاحتلال لن يمنعنا من الاحتفال بعيد الميلاد الذي كان أطفالي الثلاثة ينتظرونه بفارغ الصبر؛ وجرى تزيين الشجرة بصور عائلتنا كمحاولة لملء غيابي عنهم.
الذي تغير هذا العام هو أنني اتمتع بالحرية مع عائلتي، وقد قمنا بتزيين الشجرة بألوان جميلة، حقيقة هناك فرحة في كل التفاصيل. غير أن هذه الفرحة تظل منقوصةً في ظل استمرار اعتقال 4.400 أسير فلسطيني، بينهم 41 أسيرة، بعضهن أمهات حرمن أطفالهن، وكذلك 170 قاصرًا سجينًا، أتمنى أن يصبحوا أحرارًا مع أسرهم مثلي تماماً، وأن تكون حياتهم مليئة بالسعادة والحرية.
جدير بالذكر أن محكمة الاحتلال في سجن (عوفر) قد حكمت على الباحث أبي عبودي حكماً بالسجن لمدة 12 شهراً من تاريخ اعتقاله وغرامة مالية بقيمة 2,500 شيكل. وكان أبَيّ قد اعتقل بتاريخ 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2019، ووُضِعَ رهن الاعتقال الإداري لمدة شهرين، قبل تمديد توقيفه وتقديم لائحة اتهام ضده. ويشغل العبودي منصب المدير التنفيذي لمركز بيسان للبحوث والإنماء.