في اللغة العربية كلمة الجهاد تعني بذل الجهد واستفراغ ما في الوسع والطاقة، وكذلك بمعنى الكفاح والمشقة. وتلك هي جهاد أبو محسن المرأة الفلسطينية التي لها من اسمها نصيب.
تعيش جهاد (49 عاماً) في منطقة عشوائية غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وقد بدأت حياتها الزوجية عندما بلغت الأربعين، وانجبت طفليها محمد وكريم، فيما تبنت طفل ثالث، رغم حالة الفقر التي هي عليها.
ترتبط جهاد برجل طاعن في السن ويعجز عن العمل بفعل الأمراض التي تجعله حبيس المنزل، لذا قررت تلك السيدة البدينة العمل والجهاد بنفسها من أجل توفير حياة كريمة لها ولأسرتها.
تقول هذه السيدة إنها أغلقت في وجهها أبواب كثيرة، حتى وجدت نفسها تجمع الحجارة وتبيعها. تبدأ رحلتها في العمل كل صباح بعد تجهيز عربة يجرها حمار، وتنطلق بها بحثا عن الحجارة في شوارع خانيونس دون كد أو ملل.
تجمع جهاد الحصى من هنا وهناك حتى تمتلئ حمولتها وتصحبها إلى ما يعرف بـ “الكسارة" وهي آلة ضخمة تعمل على تفتيت الحجارة لأجل استخدامها في صناعة الخرسانة.
تبيع جهاد حمولة العربة بمبلغ زهيد لا يتجاوز 3 دولارات، تشتري بهذه القيمة ما تستطيع شراءه، وتعود أدراجها مع غروب الشمس إلى البيت لإطعام أسرتها.