عدسة: ولاء فطاير
العم أبو عماد حلاوة (85 عاماً) يعتبر نصباً تذكارياً بالنسبة إلى مدينة نابلس، يعرفه الناس هنا جيداً وقد مروا عليه وتحدثوا إليه وابتسم لهم بشكل دائم. يقول أهل نابلس إن أفضل شخص يمكن أن يصنع الكباب هو العم أبو عماد. صاحب المحل المتواضع.
وعلى هذا الحال يداوم أبو عماد منذ أن كان ابن 14 ربيعا، حين طلبه والده مطلع خمسينيات القرن الماضي للعمل معه، فغادر وهو طفل مدرسته الغزَّالية وذهب ليساعده، فهو أكبر إخوته وأعرفهم بالعمل.
المذاق ليس وحده الذي يجذب الناس إلى هنا، فالطريقة التي يتفاعل بها العم أبو عماد مع زبائنه، تجعلهم يواظبون على زيارته بشكل متكرر. يقول الرجل الكهل إنه مر بمهن مختلفة خلال سنوات عمره، وكذلك بأيام سعيدة وأخرى حزينة، ولكنه يحب مهنة صناعة الكباب بشكل كبير، وعندما يسأله الناس عن موعد التقاعد، يقول إنه عمل للأبد.
يُقلب اللحم ثم يتركه ويقدم صحن الحمص من صنع يده وشيئا من المقبلات الحارة والخبز، أما الماء فهو يوضع سلفا فوق الطاولة ودون مقابل فهو يأتي به من نبع عين قريب من مطعمه أعد سبيلا للناس.
يعرف أبو عماد حارات نابلس القديمة السبع وما يتفرع عنها من حارات أصغر، والموطن الأصلي لبعض سكانها خاصة الذين قدموا مع فتوحات صلاح الدين الأيوبي، كما عاصر عدة حقب لفلسطين وشهد معارك الجيش العربي ضد الاحتلال الإسرائيلي وتقسيم المدن الفلسطينية تبعا لتلك المراحل.