لهذه الأسباب تصدرت الطالبات قائمة أوائل التوجيهي

لهذه الأسباب تصدرت الطالبات قائمة أوائل التوجيهي

اكتسحت 15 طالبة لقب أوائل الثانوية العامة في قطاع غزة في الفرعين العلمي والأدبي للعام الحالي 2023، وذلك بمقابل طالب واحد حظي على نفس اللقب، على مستوى محافظات القطاع الخمس.

وتشير الإحصاءات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في الأراضي الفلسطينية إلى أن ثماني طالبات من قطاع غزة من الفرع العلمي استحوذن على لقب الأول في نتائج الثانوية العامة، فيما حصلت سبع طالبات على اللقب ذاته في الفرع الأدبي.

يؤكد عاملون في سلك التعليم، على أن الإناث أثبتن تميزهن خلال المراحل التعليمية المختلفة بما فيها الثانوية العامة، مرجعين ذلك لجملة من الأسباب.

وأرجعت المعلمة آلاء عبد ربه (30 عاماً)، السبب الأول إلى أن الفتيات أكثر حرصًا انضباطًا، وهن الأكثر قدرة على التخطيط والتنظيم والدقة والاهتمام بالوصول إلى القمة رغم التحديات التي تواجهها في بيئة كبيئة قطاع غزة.

وقالت عبد ربه وهي معلمة للغة العربية: "الفتيات أيضًا لهن قدرة عالية على الحفظ ولديهن ذاكرة قوية وذكاء مبهر، وهذا يعكس حقيقة تكريس الكثير من الوقت للمذاكرة والاهتمام بتحقيق نتائج متميزة تساعدهن في المستقبل على تحقيق أنفسهن وصناعة مجدهن، في مجتمع لا تزال تعاني فيه النساء الأمرين بسبب تعقيدات الوضع الاجتماعي والعادات والتقاليد".

أما المعلم محمد عبد المالك (42 عاماً)، فقال إنّ الطالبات أكثر التزاما بالتحضير لدروسهن وقدرة على السعي لتحقيق أحلامهن، رغم الكثير من التحديات التي تعترض طريقهن سواء بسبب سوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي أو التوتر الأمني.

وأشار المعلم عبد المالك إلى أن الطالبات يتعاملن مع ظروفهن على محمل الجد، لذلك يسعين إلى التغيير من خلال المثابرة والاجتهاد والرنو إلى الوصول للقمة ونيل فرص عمل مشرفة ومميزة، مبيناً أن هناك قاعدة مجتمعية سائدة، أن الشهادة العلمية تحقق منفعة للفتاة حتى وإن لم تستطع الحصول على وظيفة، فهي في نهاية المطاف ستصبح أم وستعلم جيلاً جديداً.

النتيجة الباهرة التي حققتها طالبات قطاع غزة، تتقاطع كليًا مع نتائج إحصائيات وبحوث أجريت في كثير من الدول، والتي تشير إلى أن الطالبات يتفوقن دراسيا على الطلاب.  ويظهر استطلاع أجراه مركز أبحاث المدن والنمو السكاني بمعهد شنغهاي الصيني للعلوم الاجتماعية أن نتائج الإناث في المدارس الابتدائية والثانوية أعلى من نتائج الذكور في جميع المواد تقريبا، بما فيها نتائج اللغة الأجنبية وحتى الرياضيات والفيزياء والكيمياء التي كان يعتقد أنها مجالات تفوق الذكور، حيث تحقق فيها الإناث نتائج أفضل بكثير من الذكور.

وتبرز مجموعة من العوامل التي ساهمت في تميز الطالبات على الطلاب، ووفق العديد من الدراسات، وهي على النحو التالي: 

الالتزام والتفاني:

يُلاحظ أن الطالبات غالبًا ما يكونن أكثر الالتزام بالدراسة والتفاني في العمل الدراسي. قد يكون لديهن رغبة قوية في تحقيق التفوق والنجاح الأكاديمي، مما يدفعهن للعمل بجد ومثابرة.

التحصيل العلمي والقدرات الذهنية:

قد تكون للطالبات قدرات ذهنية مميزة تساعدهن على تحصيل المعرفة بشكل أفضل وفهم المواد الدراسية بسهولة.

الدعم الأسري:

يلعب دورًا كبيرًا في تحفيز الطالبات وتوجيههن نحو التعليم والنجاح. قد يحصلن على الدعم والتشجيع من أفراد أسرهن، مما يزيد من رغبتهن في تحقيق النجاح الأكاديمي.

العمل الجاد والتحصيل اليومي:

قد يتطلب النجاح الأكاديمي العمل الجاد والاجتهاد اليومي في مراجعة المواد والتحضير للامتحانات، وقد يكون للطالبات القدرة على التنظيم والإدارة الجيدة لوقتهن.

التحفيز الذاتي:

قد يكون للطالبات رغبة قوية في التفوق والتميز، ويكون لديهن تحفيز ذاتي لتحقيق أفضل النتائج الأكاديمية.

هذا التمييز الذي حققته الطالبات في القطاع يضيء على مساحة معتمة في حياة الإناث في مجتمع غزة ذات الطابع الذكوري، حيث إنه وعلى الرغم من ثبوت تفوق الطالبات مقارنة بالطلاب قياسا للنتائج، لكن هذا التفوق لا ينعكس بالإيجاب في الحياة العملية، حيث ما زال الذكور يتصدرون مقاعد القيادة في معظم الوظائف وغيرها.

ووفقاً لتقرير سابق نشرته "آخر قصة" فإن حضور النساء في المراكز القيادية بالمؤسسات الأهلية، لا يزال باهتاً، حيث تُشير نسب وصول النساء في مجال الخدمة المدنية على مستويات صناعة القرار حسب دراسة أجراها ديوان الموظفين لعام 2017، إلى أنَّ نسبة النساء في تصنيف درجات الفئات العليا والأولى لفئات حسب القانون جاءت في الفئة العليا %11 مقابل %89 للذكور، بينما في الفئة الثانية تزيد لما نسبته %48 أنثى مقابل %52 ذكرا.

ويرى مختصون في مجال شؤون وحقوق المرأة بقطاع غزة، أنّ وجود المرأة في مؤسسات المجتمع المدني ما يزال محدودًا وغير متكافئ مع الرجل خاصّة في المراكز العليا التي لم تزل بعيدة عن حضور النساء.