تجاوزت المطربة اللبنانية نُهاد وديع حداد والمشهورة بالاسم الفني (فيروز) سبعة وثمانين عاماً، ولا تزال تواظب على رعاية ابنها (هلي) وهو من ذوي الإعاقة، ولم يقف العمر حائلاً بينها وبين خدمة أبنها الذي تجاوز الستين من عمره.
"هلي" هو الابن الوحيد لفيروز والموسيقار اللبناني عاصي الرحباني. وُلد هلي في 20 يونيو 1955 ويعاني من تأخر في التطور العقلي والجسدي، مما يجعله في حاجة إلى رعاية خاصة واهتمام دائم.
فيروز عرفت برحابة صدرها وحبها الكبير لعائلتها، وهي تكرس الكثير من وقتها وجهودها لرعاية هلي وتلبية احتياجاته الخاصة. رغم مشغوليتاها الفنية وجدول أعمالها المزدحم، إلا أنها تضع ابنها في الاعتبار الأول وتحرص على تلبية احتياجاته ومساندته في حياته اليومية.
فيروز، المعروفة أيضًا بـ "صوت لبنان"، هي مغنية لبنانية مشهورة وأيقونة في عالم الفن العربي. وُلدت فيروز في 20 نوفمبر 1935 في بيروت، لبنان، باسمها الحقيقي نهاد حداد وهي من أصول لبنانية. تعتبر فيروز واحدة من أبرز الفنانات في العالم العربي وقد حققت شهرة واسعة على مدار عقودا من خلال صوتها الرائع وأدائها المميز.
تتميز موسيقى فيروز بأسلوبها الفريد والعاطفي، وغالبًا ما تغني عن الحب والوطن والحياة والأمل.
ينعكس الأمل في اهتمام فيروز وعمق حبها وتفانيها، في الاهتمام بعائلتها والحفاظ على راحتهم وسعادتهم. إنها تُظهر الرحمة والتفهم والقوة في مواجهة تحديات رعاية ابنها ذي الاحتياجات الخاصة، وتعتبرها واحدة من أهم مهامها في الحياة.
يشير مقربون من الفنانة اللبنانية، إلى أنها تعتني بالتفاصيل اليومية لابنها "هلي" بعناية وحنان. تهتم فيروز بتلبية احتياجاته الخاصة وتوفير بيئة آمنة ومريحة له.
وتتضمن رعاية فيروز لهلي العديد من الجوانب، بما في ذلك الرعاية الصحية. قد تشمل ذلك مرافقته في زيارات الأطباء وضمان تلقيه العلاج والرعاية اللازمة لحالته. كما تحرص فيروز على تلبية احتياجاته الغذائية الخاصة وضمان تناوله وجبات صحية ومناسبة لحالته.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم فيروز بمساعدة هلي في الأنشطة اليومية مثل الاستحمام وتغيير الملابس وتأمين راحته ورعايته الشخصية. تعمل على إنشاء جدول زمني يتضمن نشاطات متنوعة لهلي وتوفير بيئة محفزة وممتعة له.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم فيروز بالتواصل المستمر مع هلي، فهي تعزز الاتصال العاطفي بينهما وتشعره بالأمان والحب والدعم الذي يحتاجه.
يمكننا القول إنّ فيروز تتميز بالاهتمام الشخصي والتفاني في رعاية ابنها هلي، وتضعه في الاعتبار الأول عند اتخاذ القرارات اليومية وتلبية احتياجاته الفردية. إنها تجسد الحب الأمومي وروح الرعاية والتضحية في تقديم أفضل رعاية لابنها ذي الاحتياجات الخاصة.
تميزت فيروز بصوتها القوي والعذب، وقد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات على مدار حياتها، بما في ذلك وسام الاستحقاق الوطني في لبنان ووسام الفنون والآداب في فرنسا. وحتى اليوم، ما زالت فيروز تُعتبر رمزًا للأصالة والجمال الفني في العالم العربي، ورمزا للأمومة أيضا.
قصة فيروز ورعايتها لابنها هي قصة حب وتضحية وإلهام للكثيرين، وتظهر القوة والعزيمة في مواجهة التحديات وتحقيق السعادة والرضا في الأسرة. فهي لم تقم بإخفائه عن الأنظار أو إنكار وجوده كما يفعل البعض في المجتمعات التي يعاني فيها ذوو الإعاقة من التهميش.