من التكنولوجيا إلى رحلة التمريض: قصة نجاح "حجازي"

من التكنولوجيا إلى رحلة التمريض: قصة نجاح "حجازي"

أنا حمدان حجازي (21 عامًا) كنت أحلم منذ صغري بدخول عالم التكنولوجيا وفزتُ في عددٍ من الجوائز لمسابقاتٍ ذات علاقة أقامتها وزارة التربية والتعليم لمدارس القطاع، لكن تزامن دخول فايروس كورونا لغزة مع تخرجي من الثانوية العامة عَمِل على تَغيُّر مسار حلمي لمجال آخر برعتُ فيه.

أذكر شغفي الكبير في صنع التطبيقات الهاتفية وتميزي في مادة "التكنولوجيا" في سنوات الدراسة، وحلمي في أن أكون أحد مبتكري الالكترونيات يومًا ما، وبعد ظهور نتائج الثانوية العامة التحقتُ بتخصص تكنولوجيا المعلومات لكن الدراسة كانت "عن بعد" حينها بسبب ظروف الإغلاق الناتجة عن انتشار فايروس كورونا.

نظرتُ إلى كمية مساقات الدراسة والمحاضرات التي سرعان ما تراكمت وتحتاج للتطبيق في كل خطوة ووجدتُ صعوبة بالغة في التعامل معها في ظلّ التعليم الإلكتروني النظري، فأصابني اليأس وفقدت قدرتي على المواصلة إلى أن نصحني والدي بتغير التخصص إلى "التمريض" رغم مرور شهر وأكثر على بدء الفصل الدراسي.

في غضون أيام قررت تحويل التخصص وسجلت التمريض في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وأدركت الفصل الأول بشقِ الأنفس، فقد التحقت به والطلاب على مشارف الامتحانات النصفية لكني واصلت الليل بالنهار واجتهدت في الدراسة وفاجأت الجميع بحصولي على معدل 95.5% في ذلك الفصل.

وجدت التخصص ممتعًا وجميلًا وواصلت الدراسة فيه بتميز وأصبحت أساعد زملائي الطلبة في تقديم تلخيصات للمحاضرات ومراجعات لما قبل الامتحانات، حتى تخرجت من الدبلوم بتقدير امتياز وحصلت على "تكريم" من الكلية في حفلٍ مهيب جمع الطلاب الأوائل وعائلاتهم.

رافقني شغفي في الالكترونيات خلال دراستي التمريض ومن هنا جاءتني فكرة خلال مساعدتي للطلاب في تلخيصات المساقات إذ أنشأت موقع الكتروني أسميته "التمريض السهل" وأنشأت قناة على تطبيق "تلجرام" الهاتفي، وافتتحت قناة عبر موقع "يوتيوب" وحساب آخر على منصة "انستجرام" أقدم فيهم جميعًا خدمات دراسية لكافة طلاب التمريض في مختلف المستويات.

جمعتُ بين التكنولوجيا والتمريض في مزيجٍ رائع وقررت مواصلة دراستي من الدبلوم إلى البكالوريوس حتى أحظى بأرقى الشهادات العلمية بعدما أصبحتُ معروفًا في أوساط طلاب الجامعات ولم أبتغي من عملي هذا إلا الرفعة ومساعدة الناس.

تعلمتُ درسًا من تجربتي أن الإصرار على النجاح مثمر وتغير المسارات ليس آخر المطاف بل هو بداية لحصد إنجازات أخرى قد تكون مخبوءة ولا نعلم بها، والآن أسعى لأصبحُ حكيمًا فذًا في مجال التمريض يُشار إليه بالبنان.