حصلت في الثانوية العامة على أعلى معدل في قطاع غزة وهو (99.3%)، الذي هيأني لمراحل قادمة مليئة بالاجتهاد، أنا زينة الخزندار من غزة وقد نِلتُ منحة لدراسة الطب في الجامعة الإسلامية وأسست مشروعي الخاص وأصبحت علمًا لطلبة التوجيهي.
اليوم أواصل الدراسة في العام الثالث على التوالي، وبجانب ذلك أساعد غيري من طلاب التوجيهي والطب الأصغر سناً من خلال تقديم طُرق أفضل للدراسة وتزوديهم بتلخيصات مُلهِمة لكثيرٍ من المواد عبر صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي.
مؤخرًا، أيّقنت أنّ شهادة الطب وحدها لا تكفي، فحاولت اتباع شغفي في التجارة وافتتحت مشروعي الخاص في صناعة الزي الطبي الخاص بالعاملين في مجال الصحة (يونفورم) وكافة مُتعلّقاته.
لقد ساعدني التحاقي ببرنامج الذكاء العقلي خلال مرحلة طفولتي على الدراسة والعمل وأداء مجموعة من الأعمال في آنٍ واحد وزاد قدرتي على حلّ المشكلات؛ لأنه يُعلّمنا كيف نستخدم شِقيّ الدماغ معاً، كما ترك هذا الأمر أثراً جميلاً عليّ خاصة أني أجتهد وأحب العلم والدراسة منذ صغري.
كان لحصولي على معدل مرتفع في الثانوية العامة الأمر الذي زاد من التفاف طلاب الثانوية وذويهم حولي خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي سواء بأسئلة حول مواد معينة تصعب عليهم أو طريقة دراسة مسائل ومعادلات ونصائح عامة حول هذا العام.
ذلك الالتفاف من طلاب التوجيهي جعلني أشعر أن هذه رسالتي التي يجب تأديتها فبدأت بتقديم المساعدات لهم بالطريقة التي تناسب الجميع من خلال حسابي على الانستغرام إضافة لتحفيزهم نفسيًّا وتعاونت مع عددٍ منهم، كانوا يُعانون قلق وهلع تجاه هذا العام الدراسي حتى سرنا معاً خطوة بخطوة لحلّ مشاكلهم.
لم أتوقف لدعم طالب التوجيهي عند هذا الحدّ؛ بل بدأت حملة لتوزيع الكتب والمُلّخصات من الطلاب الذين أنهوا الثانوية العامة إلى الطلاب الجدد الذين لم يسبق لعائلتهم تجربة التوجيهي وليس لديهم اخوة أكبر للاستفادة من المعلومات الإضافية وغيرها.
وقد نفذت هذا الأمر من خلال صفحتي على انستغرام وذلك عن طريق التشبيك بين مَنْ لديهم فائض الكتب ومَنْ يحتاجونها وقد أخذ مني هذا الأمر مجهوداً عظيماً لكني مستمرة فيه كل عام.
اجتهدت كثيراً في المتابعة مع مشرفين المديريات في داخل قطاع غزة والضفة الغربية لمعرفة كل ما هو جديد في المناهج وما هو محذوف أو أي تغيير يحصل على الملخصات والكراسات وأخبرها لجمهوري الذي يشكل طلاب الثانوية والجامعة 90% منه وهذا جعل من صفحتي مرجع لهم للاستفادة والتعلم.
كنت أشعر دائماً بحاجة وجود المحتوى التعليمي على منصات التواصل الاجتماعي رغم صعوبة انتشاره إلى جانب المحتوى الترفيهي المنتشر بكثرة وأردت أن أكون رمزاً ف هذا الجانب وتحقق بفضل الله فالآن أينما يذكر اسم الثانوية العامة، الدراسة، النصائح، يذكر إلى جانبه اسم زينة.
بعد دخولي للجامعة كلية الطب وبدئي في عالم ريادة الأعمال أصبح لديّ اطّلاع على أمور عملية كثيرة تفيد الناس وتسهّل حياتهم من مواقع وتطبيقات وتوفير فرص عمل ودورات تدريبية سواء متعلّقة بالجانب الطبّي أو أوسع منه.
وانطلاقًا من مبدئي الأساسي من انشاء صفحتي وهو مساعدة الآخرين ودعمهم، أصبحت أنشر ذلك المحتوى الذي لاقى تفاعل كبير لم أتوقعه، ولمست هذا من خلال خبرتي على مواقع التواصل التي تُظهِر عدد مرات حفظ المنشورات وزيارتها، إذ تبلغ في الدقائق الأولى 1800 عملية حفظ، وهو دليل الفائدة التي تعود على المتابعين من خلال هذه المنشورات.
أما فيما يتعلق بمشروع الألبسة الطبية الخاصة بي (زينة براند) فكان بدوافع حبي للجانب التجاري وشعوري بحاجة وجود تخصصات جانبية بجانب دراستي في الطب خاصّة أن العالم يتجه للتعدد في التخصصات والمواهب.
وفي ذات الوقت كان الدافع وراء مشروعي هو شعوري بحاجتي وحاجة طلاب الطب إلى ملابس مميزة وتُصنع خصيصاً لنا وهذا ما فعلته عند إضافة تطريز بأسماء الطلاب في التخصصات الطبية وكانت هذه اللمسة هي أكثر ما لفت انتباههم وشجعهم على شراء المنتجات.
وكذلك لابد أن أشير إليكم إلى أنَّ معظم الملابس الموجود في السوق لا تناسب كل طالبات الطب من حيث المقاس والطول والأكمام وبعضها لا يتناسب مع مجتمعنا المحافظ فحاولت التغلب على هذه المشكلة بتصميم ملابس طبية تناسب كل الأذواق وبلمسة تطريز فلسطينية باسم الشخص.
ثم تطور الأمر من خلال طلب الزبون للأدوات الطبية المطبوعة بأسمائهم المخصصة لهم، وبالفعل وفرنا الأدوات الطبيّة الأصلية (كميزان الحرارة والسماعات) وبدأت التصدير لطلاب الطب في مصر والضفة الغربية الذين استحسنوا فكرة ارتداء (يونيفورم) طبي بلمسات فلسطينية.
لدي طموح بتكوين منظومة طبية متكاملة في الفترات القادمة تُقَدَم من خلالها جميع الخدمات الطبيّة للطلاب سواء خدمات تعليمية أو عملية.