55 عامًا قضاها في صناعة البسط التراثية: القصة وما فيها

55 عامًا قضاها في صناعة البسط التراثية: القصة وما فيها
APA

على آلة النول هذه قضيت أنا أكرم اليازجي (65 عامًا) جُلّ عمري، نعم لقد مرت نحو 55 عامًا عليّ خلال عملي في مهنة صناعة النول والبسط التقليدية التي أحبها، وكنت قد ورثتها عن والدي وفضّلت أن أحافظ عليها وعلى رمزيتها التي تنبع من التراث الفلسطيني الأصيل.

وتعد صناعة البسط اليدوية من المهن التراثية في بلادنا فيما أنا لم أنقطع عن العمل بها أبدًا لأنني أرى أن التمسك بها هو نوع من أنواع التمسك بالتراث الفلسطيني من خلال إحيائه على مدار الأجيال.

وتتعدد أنواع وأحجام البسط التي أصنعها بما يتناسب مع أذواق الجميع لكن الوقت والجهد الذي أقضيه على اتمامها يختلف من قطعةٍ لأخرى، فيما هي تعتمد بشكلٍ أساسي على حركة اليدين والقدمين وتحتاج لجهد بدني بحتة.

أما فيما يتعلق بتفاصيل إنتاج البسط ذاتها، فإنه يدخل فيها الخيوط الطبيعية ونسبة بسيطة من الأكريلك، إلى جانب صوف الغنم الصافي العالي الجودة ومن أهم مميزاته أنه لا يشتعل حتى وان انتهت النار وبعد تجميعه أقوم بغزله وتجهيزه لصباغته وتثبيت الألوان عليه ليصبح جاهزًا للصناعة.

وتبدأ أسعار البسط في غزة من 50 شيكل وتصل إلى 500 شيكل بحسب الحجم والجودة والخامات بداخلها، بينما أعمل أنا على تصدير معظم المشغولات اليدوية التي أقوم بها إلى الضفة الغربية بسبب كثرة الزائرين الأجانب الذين يُقدرون المنتوجات التراثية.

تواجه هذه المهنة العديد من التحديات في قطاع غزة حيث ترتفع أسعار المواد التي تدخل في صناعتها إلى جانب أنها تحتاج للكثير من الوقت والجهد بسبب عدم توفر الماكينات الخارجية.

لكني وبرغم كل تلك التحديات أرى أن البساط اليدوي يمتاز بجماله وخفة وزنه بخلاف البسط الأخرى، كما أنه يعد صحي ولا يحتفظ بالغبرة حيث يُمكِن للأشخاص التحكم به وتنظيفه بسهولة ويسر.

وأطمح إلى أن تستمر هذه المهنة وتنمو وتزدهر على مر الأجيال القادمة لما لها من قيمةٍ وأهميةٍ معنوية كبيرة، وآمل أن تلقى اهتمام أكبر في قطاع غزة من قبل الأهالي والسكان.