مرض أطفالها ورداءة مسكنها سببان لتعاسة حياة "الجمال"

مرض أطفالها ورداءة مسكنها سببان لتعاسة حياة "الجمال"

أنا مُيسر الجمال (55 عامًا)، أعيش مع عائلتي المكونة من ثمانية أشخاص، داخل منزلنا المتهالك والمصنوع من الإسبست، وأشدّ ما نقاسيه في فصل الشتاء هو تسرُّب مياه الأمطار إلى المنزل؛ ما يؤدي لغرق الملابس وكافة المستلزمات، والأهم من ذلك هو أنه يتسبب في مرض الأطفال أيضًا.

أحاول الحذر من مياه الشتاء بتغطية المنزل بعددٍ من الشوادر القماشية لكنها لا تقي من هذا البرد، وبالطبع فإنّ ظروفنا الاقتصادية السيئة تمنعنا من شراء نايلون "البلاستيك" لغطاء سقف المنزل وحماية الأطفال من تساقط الأمطار.

ملاذنا الوحيد في هذا البرد القارس هو موقد من النار نشعله داخل منزلنا الواقع في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، ونجتمع حوله فهو مصدر الدفء الوحيد في ظلِّ موجة المنخفضات الجويّة الحاصلة وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل.

أخاف على أطفالي كثيرًا في الشتاء، بسبب عدم قدرتي على توفير العلاج لهم أو الدفء فموقد النار لا يمدهم الا بأقل القليل، وهم يعانون من أزمة في الصدر ولا يحتملون الدخان المتصاعد من النار لكني ألجأ إليه لأنه ليس في يدي حيلة أخرى.

كما أستخدم النار للطهي أيضًا فلا يوجد لدي الغاز نتيجة شح الدخل فنحن نعتمد اعتمادًا كاملًا وأساسيًا في دخل البيت على ما تخصصه وزارة الشؤون الاجتماعية لنا من مستحقات، لكن ذلك الدخل لا يكفي احتياجاتنا الأساسية من غذاء وعلاج، وما يزيد هذه الأوضاع سوءًا هو قدوم فصل الشتاء بكل طقوسه المريرة.

نعيش في رعب أن يسقط المنزل على رؤوسنا في أيّ منخفض جوي قوي، فهو آيل للسقوط ولا يصلح للسكن، وأنا أناشد وأسأل كل من يستطيع مساعدتنا من الجهات المختصة أن يرأف بحالنا وحال أطفالنا في هذا البيت المتهالك.