الشريف يوثق جذور العائلات الفلسطينية حسب السجلات العثمانية

بعد ترجمتها

الشريف يوثق جذور العائلات الفلسطينية حسب السجلات العثمانية
APA
الشريف يوثق جذور العائلات الفلسطينية حسب السجلات العثمانية

يعمل سمير الشريف (60 عامًا) على ترجمة الكتب العثمانية القديمة إلى اللغة العربية؛ وذلك بهدف توفير قاعدة بيانات لجميع العائلات الفلسطينية؛ لتكون الفكرة الأولى من نوعها في فلسطين.

ويحمل الشريف وهو لاجئ من بلدة المجدل، درجة الدكتوراه في العلوم الإدارية، فيما عمل في مجالات متعددة، وبعد تقاعده تفرغ لتحويل سجلات العائلات العثمانية إلى اللغة العربية، من خلال طباعتها على جهازه الحاسوب.

بدأت مسيرته في ترجمة السجلات العثمانية بعد قراره بإعداد كتاب عن عائلته، وبعد جمعه لعدد كبير من المراجع التي تتعلق بعائلة الشريف أصدر كتابه الأول عام 2020م، الذي يضم العائلة في المجدل وبربرة وبيت طيما.

وعندما انتهى الشريف من إعداد كتاب عائلته، عاهد نفسه إكمال المسيرة ذاتها لجميع العائلات الفلسطينية، وبما أن السجلات العثمانية تتوفر الكترونياً فقط، اجتهد الشريف على توفيرها ورقياً باللغة العربية لتكون مرجعاً لجميع العائلات الفلسطينية، من مختلف البلدان المحتلة.

واجهت الشريف بعض الصعوبات في إعداد كتب البلدات الفلسطينية، أهمها عدم إلمامه باللغة العثمانية، فلجأ إلى مراجع قواميس اللغة العثمانية والعربية ليتمكن من الترجمة الصحيحة، كما أن السجلات العثمانية لإحصاءات مدن وقرى فلسطين يزيد عددها عن 660 سجل وهي من عام 1903م إلى 1915م، وهذا ما كلفه الكثير من الوقت والجهد أيضًا حيث يخصص يومياً ما يزيد عن 12 ساعة في فهرسة وتبويب السجلات.

وتتناول الكتب التي أصدرها الشريف جميع العائلات الفلسطينية في قضاء غزة من 47 قرية، ومدينة المجدل، بينما أصدر هو حتى اليوم 14 كتاب، وبقي على عاتقه إصدار 10 كتب ليكمل جميع القرى، يقول: "أسميت الكتب باسم القرى الفلسطينية مثل بيت طيما وسمسم والفالوجا واسدود ونعليا وبيت دراس، وباقي القرى، لتكون مرجعاً سهلاً للعائلات الفلسطينية".

وينعكس عمل الشريف على شكل منزله الذي يتميز بالمقتنيات الأثرية التي اختارها أثاثًا له تعبيرًا عن فخره واعتزازه بالتراث الفلسطيني القديم، في مدينة غزة، يقول: "بدأ شغف جمع هذه المقتنيات معي خلال سنوات الغربة بهدف التعلم، فدفعني الحنين إلى الوطن لجمعها والاحتفاظ بها".

ويمتلك الشريف أكثر من 500 قطعة أثرية بداخل منزله، تعود بعضها إلى أجداده وأقاربه، وبعض القطع يتجاوز عمرها 200 سنة. فيما يمتلك أكثر من 22 ثوب تراثي فلسطيني، يعود أقدمهم إلى ما قبل هجرة عام 1948م، لمدن وقرى فلسطينية مختلفة، يعتبرها إرث فلسطيني يحفظه للأبناء والأحفاد.