اعتادت الحاجة أمونه أبو رجيله (72 عاماً) على الخروج مبكراً من منزلها، للاطمئنان على أرضها الزراعية وتفقد المحاصيل، قبل البدء بإعداد الفطور الفلسطيني بالطريقة التقليدية بواسطة الحطب والمقتنيات القديمة، في منطقة خزاعة جنوبي القطاع.
وترى أبو رجيله أن السبب الرئيسي في نشاطها، بالرغم من تقدمها بالسن، أنها اعتادت منذ الصغر على الذهاب إلى الأراضي الزراعية، والعناية بها، والمشاركة في جميع مواسم الحصاد. وقالت: "الأرض بمثابة قلبي، والنبضات التي تحييني، لذلك لا أستطيع الغياب عنها ولو ليوم واحد، كي لا أشعر بالغربة".
وتعتبر أبو رجيله أن التراث الفلسطيني مرتبط ارتباط وثيق بالأرض الزراعية، حيث تعتبر الزراعة من المهن القديمة التي كان يعمل بها الفلسطينيون منذ مئات السنين.
وبالرغم من تقدم أبو رجيله في العمر، إلا أنها لا زالت تزرع بنفسها وتعتني بالمحاصيل الزراعية بشكل يومي دون أي مساعدة خارجية. كما تحرص أن تحافظ على الحياة الريفية القديمة، من خلال إعداد الطعام على النار وسط الأرض الزراعية، لتحيي العادات القديمة، ونكهة الماضي.
وتقع أرض أبو رجيله بالقرب من السياج الحدودي الذي يحيط به الاحتلال الإسرائيلي، وتنوه إلى المضايقات المستمرة التي يتعرض لها المزارع الفلسطيني، مثل إطلاق قنابل الغاز الضارة للإنسان والمحاصيل الزراعية.
وذكرت أن السبب الرئيسي في مضايقات الاحتلال للمزارع الفلسطيني، إجباره على ترك أرضه، إلا أن الفلسطينيين متشبثين في أرضهم حتى تحقيق الحرية.
وتطرقت أبو رجيله إلى أن الحياة الريفية تمثل المرأة الفلسطينية في فلسطين، حيث تعتبر من أهم معالم التراث التي عاشها الأجداد وأورثوها للأحفاد. مشيرةً إلى أن عدد النساء الفلسطينيات اللاتي يتمسكن في مهنة الزراعة تعتبر مرتفعة، وتأمل أن يتم الحفاظ على هذه المهنة التراثية جيلاً بعد جيل.
يصادف 15/ أكتوبر اليوم العالمي للمرأة الريفية، وفي البلدان النامية تمثل المرأة الريفية حوالي 43% من القوة العاملة الزراعية، وينتجون الكثير من المواد الغذائية، مما يجعلهم مسؤولين أساسيين عن الأمن الغذائي.
التعليقات