الفن هو السفر عبر عوالم بعيدة ونقل الشعور الذي لا يمكن نقله بالكلمات، وبإمكان الفنان أن يرسم مدن لم يعش فيها ولم يراها، أنا الفنانة: سمر نصار صاحبة قصة بعيداً عن وطن.
توجهت لكتابة قصص الأطفال الواقعية من خلال رسم المشاهد الكرتونية لشخصيات ذات لباس تراثي، في مدينة غزة، فبعد أن أنهيت دراستي الجامعية في تخصص الوسائط المتعددة، اخترت أن اتخصص في قصص الأطفال الكرتونية، لتتبع شغفي بالرسم منذ الطفولة.
موهبتي في رسم الشخصيات الكرتونية التراثية مكنتني من العمل مع شركات محلية ودولية، من خلال كتابة قصص الأطفال، لكن قصتي التي نُشرت على موقع "أمازون" هي أول قصة فلسطينية تُنشر على موقع عالمي، بعنوان "بعيداً عن الوطن".
شعرت بأنني امتلكت العالم بعد نشر القصة على موقع أمازون، خاصة أن الاقبال كان جيداً على شراء الكتاب من مختلف الدول فهي قصة واقعية تدور أحداثها حول طفلة فلسطينية في الثامنة من عمرها، تعيش في أمريكا، تذهب لأول مرة إلى مسقط رأسها "رام الله" لزيارة جدتها، التي صاحبتها لزيارة الأماكن التراثية في المدينة.
أشعر بالفخر والاعتزاز لقدرتي على ربط شقي الوطن في القصة، وتمكنت من رسم شوارع مدينة رام الله دون أن أشاهدها بعيني، فقد اعتمدت على الخيال والوصف في رسم مشاهد القصة، وأتمنى أن أتمكن يوماً ما من زيارة الشق الثاني من الوطن لأستمتع بجمال الأماكن التراثية التي رسمتها.
تخصصت في رسم أحداث القصص الكرتونية، حيث استعان بي الروائيين لتجسيد قصصهم الواقعية إلى كتاب أطفال برسومات جذابة للشخصيات بالرواية أو القصة، أما أحداث قصتي "بعيداً عن الوطن" تعود لحياتي التي حاولت من خلالها إيصال معاناة اللاجئين الفلسطينيين من خلال القصص والروايات، إلى جانب نشر التراث الفلسطيني.
استخدم جهاز "واكوم" لرسم الشخصيات الكرتونية على الكمبيوتر، كي أتمكن من إظهار أفكاري الإبداعية إلى الحياة عبر الشاشة، ومن ثم الكتاب، وركزت في قصتي أن يكون لباس الشخصيات الكرتونية في حدود "الزي التراثي" مثل الكوفية والأثواب الفلسطينية التراثية.
تناولت أحداث قصة "بعيداً عن الوطن" مشاهد لرجل مسن يعمل منذ عشرات السنين بصناعة آلة العود الموسيقية، وأصبح علماً بارزاً في المنطقة التي يتواجد بها في مدينة رام الله، إلى جانب الأسواق الشعبية التي ظهرت في المشاهد والمخابز ودوار المنارة وغيرها من الأماكن الأثرية.
مخططاتي المستقبلية في كتابة قصة فلسطينية تدور أحداثها حول أشجار الزيتون التي تشبه صفات الشعب الفلسطيني في الصبر والصمود والإصرار على البقاء، رغماً عن الظروف المحيطة.
سعيدة بتعاوني مع أمازون وهو أكبر متاجر التجزئة القائمة على الإنترنت في العالم من حيث إجمالي المبيعات والقيمة السوقية، وتعد واحدة من أكبر خمس شركات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية، إلى جانب جوجل، أبل، ميتا، ومايكروسوفت.