لم تكن تعلم الطفلة أريج عسلية 10 سنوات أنّ الساندويش الذي صعدت لتأكله على سطح منزلها سيفقدها عينها اليمنى بشكل كامل، بعدما أصابتها شظايا صاروخ إسرائيلي خلال قصف منزل مجاور لمنزل عائلتها في جباليا شمال غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
إصابتها المباشرة في عينها بالشظايا، حالت بينها وبين قدرتها على إكمال طعامها ولعبها على سطح منزلهم.
مخاوف عديدة تراود الطفلة أريج وأسرتها في مواجهة حياتها الاجتماعية القادمة بعد أن أصبح وضعها "خاص" وليس كباقي صديقاتها وزميلاتها، فلم تكن هناك أي توقعات أن الإصابة ستفقده عينه بشكل كامل وأنها ستعيش حياتها بعين واحدة.
وعبرت الطفلة بشكل بريء عن زيادة خوفها من اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، وعدم استطاعته االالتحاق بالمدرسة بسبب الألم الشديد الذي تشعر به، إضافة لخوفها من تنمر الطالبات في المدرسة على حالتها.
ألم شديد تعاني منه الطفلة إثر إصابته وخضوعها لعدد من العمليات الجراحية، وحرمها هذا كله من اللعب والمرح مع صديقاتها كما كانت تفعل سابقاً، وبنبرة حزينة أضافت "كنت أرغب بقضاء الاجازة الصيفية مع أصدقائي قبل العودة إلى المدارس، لكن الاحتلال الإسرائيلي جعلني أقضي بقية حياتي بعين واحدة وألم كبير".
وتطمح أريج أن تكمل علاجها للتغلب على مخاوفها المستقبلية التي قد تؤثر على مسيرتها التعليمية واندماجها مجدداً في الحياة الاجتماعية.
وأجرت أريح عدة عمليات ومنها عملية ترميم للعين ليصبح شكلها أقرب للعين الطبيعية، لتستطيع الطفلة تقبل إصابتها ووضعها الصحي المستجد عليها.
وتحدث أيوب عسلية والد الطفلة عن سوء الحالة النفسية التي تمر بها أريج، بسبب الألم الجسدي الكبير، وخوفها من المستقبل، لافتاً إلى عدم تقبلها إصابتها وفقدان عينها حتى اليوم.
وناشد الجهات المسؤولة بالالتفات لحالة طفلته، من خلال تسهيل تلقي علاجها بالخارج، قبل أن يتفاقم وضعها الصحي والنفسي.
وعبر عسلية عن حزنه قائلاً "لم أستطيع علاج فلذة كبدي وإنقاذ مستقبلها من خلال تحمل تكلفة سفرها إلى الخارج لتلقي العلاج، وذلك لعدم قدرتي على العمل، بسبب ظرف صحي أعاني منه منذ سنوات".
وشن الاحتلال الإسرائيلي عدوان شرس على قطاع غزة في الخامس من أغسطس الجاري، واستمر لثلاثة أيام متواصلة، أسفر عن استشهاد 49 فلسطينياً وإصابة أكثر من 360 آخرين، منهم 151 طفل مصاب، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة بغزة.
التعليقات