أن تعمل سيدة بقدم واحدة في الحياكة وتصميم الأزياء 

  أسماء أبو طير نموذج  

أن تعمل سيدة بقدم واحدة في الحياكة وتصميم الأزياء 

أنا أسماء أبو طير أبلغ من  العمر (34) عامًا، أعيش في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة، متزوجة ولدي ثلاثة أطفال، جريحة مُنذ عام 2014. 

شنت  طائرات الإحتلال الإسرائيلي غاراتها  في صباح يوم الثالث من يوليو عام  2014 على شرق محافظة خانيونس، وأدى ذلك إلى  استشهاد اثنين من أفراد العائلة، واصيب العديد، لكن إصابتي كانت كارثية حيث بترت القدم اليسرى، وأصبت بتهشم في القدم اليمنى.

كنت على موعد مع حقبة من الحزن، زوجي ليس لديه دخل ثابت، وأنا أحتاج العديد من الأدوية لتسكين ألم الجرح.

بعد فترة وجيزة من وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وجدت أن الحياة بقدم واحدة تختلف عن الحياة بقدمين، لم أستطع النوم ليال طويلة، كنت أفكر طيلة الوقت في المستقبل الذي لم يُعرف ملامحه بعد.

قررت محاربة كل العقبات التي تقف أمام سير حياتي، فبدأت بالوقف بقدم واحدة وأتكأتُ على الحائط وأخت أصنع قوالب الكيك المختلفة، والمخبوزات التي يطلبها الزبائن مني في مناسباتهم المختلفة.

 بعد رحلة  طويلة من العلاج الطبيعي، وزيارة العديد من الأطباء والمؤسسات الخاصة بالجرحى، أخيرًا حصلت على طرف صناعي من مستشفى حمد في قطاع غزة . 

لحظة تركيب الطرف الصناعي، فكرت كيف يمكن  لي الحصول على فرصة عمل جديدة، أستطيع فيها زيادة دخلي من أجل أطفالي الثلاثة، وسد جزء من احتياجاتهم.

بعد أشهر من  الكد والاجتهاد في تحضير قوالب الكيك،  قررت أن أعمل شئ أخر لعلي أجد جزء من الراحة في طلب الرزق. وبالفعل اتجهت إلي جمعية جمعية الإرادة للموهوبين من ذوي الإعاقة، أجل تعلم الحياكة والتصميم، وبعد فترة وجيزة من التعلم حصلت على المرتبة الأولى في التدريب.

توجهت  لفتح متجر خاص بي لتصميم وحياكة الملابس النسائية والأطفال،  لعلِ أجد في  هذا المتجر متنفساً لعائلتي ولنفسي ووسيلة لإبراز قدراتي ومواهبي. 

 ورغم التعب كل الذي واجهته وليالي عديدة من العمل على ألة الخياطة بقدم واحدة، إلا أني عند إنجاز أول قطعة من الملابس لم تسعني الدنيا من شدة الفرحة.

العمل بقدم واحدة، الإستناد على الآلات المتواجدة في المتجر لساعات طويلة، ومجافاتي للنوم والراحة، كل تلك التحديات جعلت مني امرأة قوية أستطيع تحدي صعوبات الحياة بعد الأيام الصعبة التي مررت بها.

رغم تدهور صحتي يومًا بعد يوم ولكن لدي من الأمل أضعاف مضاعفة مما كنت عليه سابقًا، إثبات النفس والقدرة على السير في الحياة دون جزء من جسدك، ليس أمرًا هين ولكن لكن مجتهد نصيب ولكل شخص كد واجتهد سوف يجد فرصة لإثبات موهبته.