رغم كابوس الوحدة وصعوبة الاختبارات .. كرم يحتفل بنجاحه وحيداً

رغم كابوس الوحدة وصعوبة الاختبارات .. كرم يحتفل بنجاحه وحيداً

بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي، ومن طلب العلا سهر، وأنا طلبت العلا وتحديت ظروفي الصعبة وحققت النجاح في هذه المرحلة الصعبة أنا كرم كشلو 18 عام نجحت في الثانوية العامة بمعدل 87.4 الفرع العلمي.

بقيت وحيداَ دون عائلتي طيلة العام الدراسي في مدينة غزة فجميع أفراد عائلتي في الشق الآخر من الوطن في مدينة رام الله تحديداَ، وعشت أيام الدراسة الطويلة وحيداً برفقة والدي.

افتقدت والدتي وإخواني خلال دراستي ولطالما احتجت الدعم، و وجود أحد بجواري يدعمني ويطبطب علي في أوقات التعب والضعف وخاصة أن والدي مُصاب بمرض السرطان، وكان يخرج للعلاج في بعض الفترات لأبقى وحيداً تماماً دون أي فرد، والجميع يعلم أن رهبة هذا العام الفيصلي مختلفة عن كل الأعوام الدراسية، ولكن اتصالاتهم المتكررة وأملهم بنجاحي وانتظارهم لنتيجتي كان يؤانسني ويشجعني على الاستمرار.

كنت بحاجة لوالدتي في الامتحان الأول، وبعد كل امتحان، وبلحظات انتظار النتيجة، لكن والدتي لم تتركني بأي وقت فكانت تحادثني بشكل دوري وترافقني بدعائها وكلمات الدعم وشعرت كثيراً برغبتها الكبيرة بأن تكون بجانبي ولكن ظروفنا لم تسمح أن نكون معاً.

أصرت والدتي أن تشاركني فرحة النجاح عن بعد، من خلال مكالمة فيديو عبر الانترنت، وعاشت معي لحظات التوتر والترقب إلى أن تحولت هذه اللحظات إلى فرحة كبيرة وأصوات الزغاريد تعالت من المكالمة.

كلمات والدتي تتردد في أذني و تشعرني بالفخر بمستوى الإنجاز، لقد قالت لي جملة لا أنساها:  "هذه فرحتي أنا يا كرم، هذه فرحتي أنا"، قالت لي ذلك ودموع الفرح مختلطة بدموع الحزن والعجز لعدم قدرتها على الاحتفال بي عن قرب.

سجلت دقائق احتفال والدتي وإخواني بنجاحي، لأشاهدها في كل لحظة فهي غالية وتواسيني في ظل احتفالي الخالي من حضن العائلة. أتمنى من الجهات المختصة أن تساعدني على إصدار قرار لم شمل لي ووالدي مع عائلتنا في رام الله، حتى أستطيع أن أكمل مسيرتي التعليمية بينهم.