لم يشارك الشاب عبد الرؤوف أبو صافي (34 عاماً)، أسرته فرحة عيد الأضحى، بعدما تعرض لإصابة مباشرة من إحدى المواشي المخصصة للأضاحي، أدت إلى وفاته.
وبحسب إفادة شهود العيان فإن الشاب أبو صافي، أصيب بجروح حرجة عصر الجمعة الماضية، خلال المشاركة في إنزال الأضحية من كبينة مركبة النقل وتسليمها لأحد الزبائن، وقد حاول الأطباء في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة إنقاذ حياته، إلا أنه توفي لاحقًا.
في الأثناء، أشارت مصادر محلية إلى وجود إصابات في صفوف المواطنين في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، نتيجة هروب المواشي قبيل النحر، الأمر الذي أثار حفيظة السكان، لاسيما أن هذه الممارسة تشكل خطراً على حياتهم وممتلكاتهم أيضاً.
ورغم أن قصة هروب المواشي من منازل المضحين وكيفية التصدي لها، تبدو مثار سخرية في بعض الأحيان وبخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها تعرض حياة المواطنين إلى الخطر الشديد، في ظل عدم وجود قرارات حكومية صارمة تمنع ممارسة عادة الذبح في المنازل وتقييدها بالمذابح الرسمية المرخصة.
في ضوء هذه المخاطر، قالت لجنة التأصيل الفقهي بوزارة الحكم المحلي، إنها تدرس إصدار فتوى شرعية تتناسب مع الدين الحنيف وكذلك المصلحة العامة لضبط الحالة القائمة، وفق ما قاله ياسر حسونة عضو اللجنة.
وأشار حسونة في تصريح صحفي، إلى أن وزارة الحكم المحلي وبناء على هذه الفتوى التي ستصدر لاحقاً (لم يحدد سقفاً زمنياً لصدورها)، ستقوم بضبط الحالة بما يحافظ على المصلحة العامة.
وسبق وأن أشارت وزارة الزراعة في قطاع غزة، إلى توفر قرابة 17 ألف رأس عجل، و22 ألف رأس من الأغنام في قطاع غزة، وهي تكفي لاحتياج المواطنين، لكن ليس من المعلوم إلى الآن عدد الأضاحي التي تم استهلاكها من هذه الكمية.
في محافظة غزة على وجه الخصوص بوصفها أكبر المحافظات، وتجاوزاً لتحدي هروب المواشي قبل أو أثناء عملية ذبحها، قامت بلديتها بتوفير 14 مسلخاً مؤقتاً داخل المدينة، تسهم في تجنب عمليات الذبح في المنازل والشوارع.
وقال المهندس حسين عودة مدير العلاقات العامة في بلدية غزة، إن البلدية تعمل من خلال مسلخها المركزي، لكن بسبب زيادة كميات الأضاحي خلال الأعوام الماضية عملت على إنشاء 14 مسالخا مؤقتا داخل المدينة،
لتجنيب المواطنين مخاطر الذبح وحتى تكون مسالخ آمنة.
وإلى جانب المخاطر التي تفرضها عملية هروب العجول، فهناك مكاره صحية تنتج عن عمليات الذبح العشوائي في المنازل والشوارع، حيث يشتكي المواطنون من إلقاء البعض لمخلفات المواشي في حاويات القمامة المنتشرة في الشوارع، وآخرون يلقونها في قنوات الصرف الصحي.
ولتجاوز هذه المعضلة قال عودة، إن بلديته وفرت المسالخ المؤقتة للتخلص من الأزمات الناتجة عن الذبح العشوائي، قائلاً: "اشترطت البلدية على المسالخ الـ 14 المؤقتة المرخصة، أن يتوفر فيها طبيب بيطري أثناء عمليات الذبح، وكذلك آليات نظافة المكان وطريقة التخلص من نفايات الأضاحي بطرق آمنة".
وبين عودة أن توفير الطبيب البيطري، يأتي في إطار إجراء عمليات فحص قبل وبعد عملية الذبح للتأكد من سلامة اللحوم وأمانها.
وأكد على أنّ طواقم البلدية تعمل خلال أيام عيد الأضحى لمتابعة ومراقبة أي عملية ذبح تتم خارج المسالخ التابعة للبلدية، وتم تحرير مخالفات للمواطنين المخالفين لتعليمات البلدية وتوجيهاتها والتي تساهم في الحفاظ على صحة المواطنين والبنية التحتية لمدينة غزة.
ومما هو واضح، فإن اتحاد مجالس بلديات قطاع غزة، لم يتمكن تعميم تجربة بلدية غزة، المتعلقة بتقييد حركة الذبح العشوائية خارج المسالخ، حيث تشير مصادر مطلعة داخل الاتحاد، إلى أنهم لازالوا يعملون على تطوير هذه التجربة ويسعون لتطبيقها خلال العام القادم.