"الركمجي" أبو غانم يمارس حريته على شواطئ غزة

في ظل منع دخول الأدوات

"الركمجي" أبو غانم يمارس حريته على شواطئ غزة

اسمي محمد أبو غانم في العشرينات من عمري، منذ الطفولة كان أبي يصحبني معه إلى شاطئ البحر، ومن هنا بدأت رحلتي في تعلم السباحة، والتعامل مع الأمواج وركوبها.

منذ 13 عامًا بدأت في تعلم رياضة ركوب الأمواج أو ما يعرف بـ"الركمجة". في الحقيقة لم يكن بمقدرتي اقتناء ألواح التزلج بحكم الظروف الاقتصادية، ولذلك تعلمت هذا النوع من الرياضة باستخدام ألواح مصنوعة من مادة الفلين، وقد يكون مضحكاً إذا أخبرتكم أننا كنا نستخرجه  من ظهور الثلاجات القديمة الهالكة.

يومًا بعد يوم تحسنت قدراتي، وكنت أتمنى اقتناء لوح تزلج جلدي، قررت الاحتفاظ بجزء من مصروفي بشكل يومي حتى جمعت ما يكفي إلى شرائي أول لوح تزلج جلدي صغير، وأصبحت أتعلم وأمارس هوايتي عليه في البحر شيئًا فشيئًا بهدف تطوير مهاراتي.

تلقيت الكثير من الدعم من والدي وأصدقائه، كنت أتعلم الكثير من المهارات من تجاربهم وخبراتهم، وكان التطبيق العملي والممارسة اليومية خاصة في الإجازات والعطل الصيفية هو التجربة الأمثل، حتى أصبحت اليوم أُعلم وأنقُل خبرتي وتجاربي للآخَرين.

بالطبع واجهتني الكثير من المشاكل والعقبات خلال سنوات ممارستي رياضة الركمجة، بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الوصول والحركة، حيث يتم منع دخول ألواح التزلج، والمواد الخام التي يمكننا من خلالها إصلاح أي أعطال قد تصيب لوح التزلج، كما يمنع الاحتلال دخول البدل الخاصة بالغوص والسباحة وغيرها الكثير من الأدوات اللازمة.

لم أترك أيّ فرصة لشراء ألواح تزلج مستعملة من أصدقاء ومعارف، لكنني اليوم بحاجة إلى لوح تزلج يتناسب مع حجم جسدي، كون اللوح الذي أمتلكه أصبح صغيرًا وبحاجة للوح جديد لكنه ليس متوفرًا في الأسواق، الأمر الذي يبعث عليّ بالخوف من عدم القدرة على الاستمرار في ممارسة هوايتي وحلمي.

من المتعارف عليه، أن سن الطفولة، هي أفضل مرحلة يتعلم فيها الإنسان الرياضة كونه يعود جسده على الليونة المطلوبة، لكن في حال التوقف عن ممارسة الرياضة لأي سببٍ كان يؤدي إلى تيبسات في العضلات والمفاصل ليس من اليسير إعادة تحريكها كما السابق، وهو ما يخيفني من عدم امتلاك الأدوات ولوح تزلج مناسب في الحجم للاستمرار في ممارسة الركمجة نحو الاحتراف.

حلمي أن أحصل على معدات وأدوات تساعدني على الاستمرار وتطوير مهاراتي والمشاركة في مسابقات ركمجة على الأمواج في الخارج والتي تمنحني شعورًا بالسعادة والحرية.