اسمي ميساء البلبيسي وأبلغ من العمر 28 عامًا، وأقطن في مدينة رفح، ولدتُ بإعاقة خلقية حيث أعاني من قصر في يدي اليمنى وتوقف نمو الأصابع. تنبهت مبكرًا إلى فكرة أن إعاقتي ستكون رفيقتي طوال الوقت، فكان لزامًا عليّ جعلها مصدر قوتي ودافع مُلهم على النجاح.
لم تكن طفولتي هينة، الكثير من المشاكل والعقبات واجهته خلال طفولتي من الأطفال الآخرين، لكن دعم أسرتي المعنوي المتواصل، كان له بالغ الأثر الإيجابي على صحتي النفسية، حتى تقدمت في السن وبدأت البحث عما يحقق لي ذاتي.
بحثت عن مهنة تناسب طبيعة إعاقتي، وأردت تعلم شيئًا يستحق أن أنفق وقتي فيه وأطور نفسي، وجدتني أتجه نحو الأشياء التي أحبها، المشغولات اليدوية والاكسسوارات والتي لفتتني منذ الصغر.
لطالما كانت تأسرني القطع المطرزة بجمالها ودقة تفاصيلها، كما أن التطريز الفلسطيني يمثل رمزية وطنية هامة لدينا. قررت الالتحاق بتدريب لتعلم هذا الفن وكيفية اختيار الألوان والقطع المناسبة للعمل، وجدت أن الأمر يحتاج للكثير من الوقت، الذوق، الصبر والدقة، وكنت على يقين أنّ يدي لن تخذلني.
باليد ذاتها التي جعلتني ضمن صفوف ذوي الإعاقة؛ أُثبّت الإبرة لإدخال طرف الخيط بها، ثم بذات اليد أسند قطعة القماشة، وتبدأ يدي اليسرى بغرس الإبرة بتأني وثقة حتى أُتم آخر غرزة في القطعة التي أطرزها.
يستغرب كثيرون ممن حولي أنني فعلاً تمكنت من صناعة هذه القطع أو تلك الأخرى، لكنهم يُعجبون بها في ذات الوقت.
أيضًا، حتى بعدما حصلت على التدريبات وبدأت العمل اليدوي في التطريز، واجهتني العديد من الصعوبات والمشقة خلال العمل، لكنني تابعت بصبر وتأني كي تكون المخرجات جميلة ومميزة ومشغولة بحب وإتقان.
أكثر ما كان يزعجني منذ الطفولة، تعرضي للتنمر من قبل آخرين، قالوا لن أتمكن من فعل شيء في حياتي، وها أنا أفعل ما أحب وأثبت قدرتي على العمل والتواصل والاستقلال. الكثير من الأوقات الصعبة ظننت أنها لن تمر، لكنها مرّت بإصراي ومساندة عائلتي لي أيضًا، فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، إلا أنهم وفروا لي المواد والأدوات للعمل، لصنع العديد من القطع اليدوية المتنوعة والكروشية أيضًا.
أصبحت أتغلب على الصعوبات النفسية والمادية بالعمل، وأتمنى أتمنى أن أمتلك ماكينة خياطة خاصة بي ومكان خاص لعرض مشغولاتي اليدوية ليراها الناس، ولأتمكن من الحصول على طلبات للعمل بشكلٍ أكبر.