أنا أصيل الكباريتي في بداية العقد الثاني، واحدة من عدد قليل من مصوري الشوارع في غزة، حلمي هو التقاط صور شوارع من خارج قطاع غزة، لكنني لا أستطيع حتى الوصول إلى النصف الآخر من بلدي، الضفة الغربية.
كان عمري ست سنوات عندما فرضت إسرائيل الحصار على قطاع غزة، ليس لدي أدنى فكرة كيف سيكون الحال إذا لم أكن في بلد محتلة أو يعيش أفرادها في سجن كبير اسمه قطاع غزة يقطنه أكثر من 2 مليون فرد، على مساحة 365 كم².
مؤخراً بدأت أفهم معنى كلمة حصار، وكيف تؤثر على حياتي اليومية، إنها حرفياً تقضي على جميع الفرص الممكنة للحصول على مستقبل أفضل.
منذ اقتحمت عالم التصوير تغلبت على الأعراف الاجتماعية وحولت شغفي إلى وظيفة وسط نسبة بطالة تتجاوز 83% بين النساء في غزة، وكان حلمي أن ألتقط جمال هذا العالم، لكن كل ما أراه حولي هو الموت والدمار، وهذا أكثر شي محبط.
بكل واقعية يمكنني القول، أن عقبتي الرئيسية هي الحصار الذي فرضته إسرائيل منذ أكثر من 15 عاماً على غزة، وأنا كشابة ومثلي نصف شباب القطاع لم نستطع التغلب عليه للأسف.
أظل أفكر طيلة الوقت في الفرص التي كان من الممكن الحصول عليها إذا لم أولد هنا، أحيانا اشعر وأني مقيدة، تجربتي، فرصي، أو حتى الأحلام التي مسموح لي أن أحلم بها جميعها محدودة، واضح أن عقولنا أصبحت محتلة أيضا.
هذه ليست مجرد كلمات، أنا أكتب هذا وأتمنى بأني لم أخرج في يوم ما إلى هذا العالم "على الأقل هنا في هذا السجن الكبير الذي يسمى غزة".