عن الأرانب التي جلبت السعادة لأسرة "سمر"  

  عن الأرانب التي جلبت السعادة لأسرة "سمر"  

تبدو الحياة ضيقة في عين من لا يملك عملاً أو دخلاً يعيله وأسرته على مشاق الحياة أو حتى لتوفير لقمة عيش تغنيه السؤال، هذا ما يحدث مع كثير من العاطلين عن العمل في قطاع غزة ولكن يبقى السعي والمحاولة لتوفير مصدر دخل للعائلة هو ناموس الحياة وهذا ما فعلته.

أنا سمر حمدان متزوجة وأم لأطفال لا يتوقفون عن الطلب والإلحاح لأبسط الاحتياجات كباقي أطفال العالم، مثل طلب مصروف يومي أو طلب شراء الملابس والأحذية وبعض الألعاب، وحتى الطعام اليومية وما يرغبون في تناوله.

بسبب عدم الحصول على فرصة عمل لي أو لزوجي وانعدام الدخل اليومي أو الشهري، اضطررنا الاعتماد على عائلة زوجي في توفير الطعام، حيث كنا نذهب لتناول طعام الغذاء معهم، دون القدرة على اختيار نوعية الطعام اليومي لنا ولاطفالنا.

أذكر جيداً موقفاً مع طفلي جعلني أعيد التفكير في مستقبلنا، عندما طلب مني شراء ملابس جديدة للعيد، وقال "ماما بدي أشتري أواعي العيد زي أصحابي"، وقتها لم يكن لدينا أيّ مال لذلك، وجلست طيلة الليل أفكر كيف سأتدبر أمري وأوفر احتياجاتنا وأجلب لأطفالي الملابس والألعاب والهدايا.

فيما بعد، قررت البدء بمشروع تربية الأرانب أنا وزوجي، بعدما استطعنا توفير مبلغ بسيط من المال، لكنّ دخله المادي كان بسيطًا كون المشروع صغيرًا وفي بدايته، ولم يكفي لتوفير احتياجات المنزل والأطفال.

كنتُ أقضي معظم الوقت في رعاية الأرانب والاهتمام بهم، خوفًا عليهم كما خوفي على أطفالي، فهذه الحيوانات رغم صغر حجمها أعادت لي الأمل من جديد لأستمر في الحياة. وقررت التقدم لعدد من المؤسسات التي تدعم المشاريع الصغيرة حتى نتمكن من توسعته والاعتماد عليه في حياتنا.

حاولنا الصمود حتى قُبل مشروعي ضمن المشاريع الحاصلة على دعم وتطوير من الوكالة البلجيكية للتنمية (DGD) وأوكسفام، وهو ما مكنني من توسعة المشروع حتى يُصبح ذات دخل مجدي لأسرة ستعتمد عليه في دخلها المادي، وكم كانت فرحتي وفرحة أسرتي كبيرة، كوننا سنتمكن من تلبية احتياجات أطفالنا.

ويعد هذا العمل من الأعمال التي تحتاج للكثير من الوقت، فيأخذ مني الكثير من الجهد والمتابعة خوفاً من أي ضرر يلحق بالمشروع ويتسبب لنا بخسائر غير متوقعة، فتعلمت من هذه التجربة أن بقدر العطاء والاهتمام يكون الإنتاج، وعلمني أن السعي هو أول أبواب الوصول للأهداف مهما كانت بسيطة، واليوم طورنا مشروعنا ولبينا احتياجات أبنائنا بعد فترة، خاصة بعدما منحتنا المؤسسة كوبون مواد غذائية لستة أشهر في بداية المشروع حتى نتمكن من توفير بعض المال لتطويره.