أسماء ربة منزل تقضي ثلثي يومها مع النحل 

أسماء ربة منزل تقضي ثلثي يومها مع النحل 

اسمي أسماء أبو طعيمة، أبلغ من العمر 34 عامًا، متزوجة ولدي 5 أطفال من البنين والبنات، أهتمُ بهم بشكلٍ يومي كما أهتم بدفيئتي الزراعية والمنحلة المتواجدة في الأرض بجوار منزلي السكني.

كانت الفلاحة هي عملنا الأساسي ولكن توقفنا عنها لفترة من الوقت. ولكن بسبب سوء الوضع الاقتصادي، قررت انشاء دفيئة زراعية صغيرة بجوار المنزل، أزرعها ببعض الخضروات التي نحتاجها لطعامنا وإطعام أطفالي، كما صنعت منحلة بجوارها لإطعام أبنائي جزءً من إنتاج عسلها وأبيع الباقي. 

أطفالي بحاجة لرعاية يومية، بدأً من الاهتمام بنظافتهم وتدريسهم وإطعامهم، وصولاً إلى منحهم المصروف وشراء ما يحتاجونه، وهو ممارسة مرهقة في الحقيقة، أعانيها أنا وأقراني من النساء بشكلٍ يومي. إلا أننا مضطرون لفعل ذلك، نفعله بحب واهتمام، لكنه أمر يحتاج الكثير من المجهود.

يوميًا، يبدأ يومي بعد صلاة الفجر، أقوم من النوم، أُيقض أطفالي، واحضرهم للذهاب إلى المدرسة، وبعد الانتهاء من مهمة إرتداء الملابس وتحضير السندويتشات، أهتم بطفلتي الصغيرة، فهي بحاجة لتغيير ملابسها، إلى جانب تحضير الحليب لها.

بعد الانتهاء من تجهيز أطفالي، أخرج إلى الدفيئة الزراعية، أتابع ما تحتاجه من عمليات تنظيف وتعشيب للمحافظة على التربة، و اشتال الخضروات حتى تنمو بشكلٍ جيد، وهو أمر مرهق صحيًا، ويحتاج الكثير من الجهد البدني لإتمامه يوميًا.

أنتهي من الدفيئة، لأرتدي بزة بيضاء، وغطاء رأس، وهو لباس مخصص للعمل في المناحل، لحماية الجسد من لسعات النحل المحتملة أثناء تفحصي لها، أتابع فحص واحتياج الخلايا، من عدد البراويز والشمع، أو إذا كانت بحاجة للفصل، أقوم بكل ما تحتاجه المنحلة بمساعدة زوجي، لكن بشكلٍ حذر كي لا يلحق بي ضررًا صحيًا.

تركيزي على أعمالي اليومية الروتينية المرهقة، وحذري، نابع من عدم وجود أي مساعد، فبالإضافة لما ذكرته، أعود لأهتم بأمور المنزل، من تنظيف وترتيب، وطهي الطعام وغسل الملابس، وغيرها من الأعمال المنزلية اليومية. 

في الواقع، لا يمكنني الحصول على يوم راحة أو إجازة واحد طيلة أيام الأسبوع، لقضاء وقت خارج المنزل، فلا أحد يستطيع القيام بمهامي المنزلية اليومية، والتي تحتاج لقرابة 15 ساعة يوميًا من وقتي.

أتمنى أن نحصل على تقدير نحن النساء على مجهودنا وأعمالنا، سواء المنزلية، أو من يعملنّ في مشاريع خاصة أو وظائف، من قبل الدولة والمجتمع والمؤسسات الأهلية، كوننا نضحكي بصحتنا النفسية والجسدية في سبيل تربية الأبناء والقيام بالأعمال المنزلية اليومية الشاقة.