ريهام:  معلمة الصف الأول كانت تعتقد أن "المعاقين" لا ينجحون

التحقت مؤخراً بكلية الهندسة

ريهام: معلمة الصف الأول كانت تعتقد أن "المعاقين" لا ينجحون

توقفت الشابة ريهام الرقب (19 عاماً)، عن دفع كرسيها المتحرك أمام مدخل الجامعة الإسلامية وسط مدينة غزة، رفعت نظرها إلى أعلى وقالت مبتسمةً: "كم كان الوصول إلى هنا مجرد حلم".

لم تكن عثرات الطريق عائقاً أمام هذه الفتاة التي تعاني من إعاقة منذ الولادة، ولكن العائق الأبرز كان في المحبطين والظروف والتقاليد ونظرات التنمر، كما تقول.

عندما التحقت ريهام بالفصل الأول من المرحلة الابتدائية، خاطبتها إحدى المعلمات قائلةً: "إذا كان الأصحاء بالكاد يتعلمون.. كيف ستتعلم هذه الطفلة المعاقة"، وبعد وقت قصير أثبتت فيه ريهام اجتهادها وحصلت فيه على المرتبة الأولى على مستوى المدرسة. خرجت المعلمة ذاتها وقالت عبر الإذاعة المدرسية أثناء تكريم الطالبة: "كنت أتمنى منكن أن تكن مثل ريهام في تفوقها وتميزها رغم إعاقتها".

هذه الجملة مر عليها اثنا عشر عاماً ولكن إيمان لم تنسها، تقول ريهام ضاحكة: "هذه المعلمة واسمها (ريهام) أيضا، شكلت لي حافزاً كبيراً في حياتي العلمية.. لقد استطاعت أن تدفعني نحو التميز، فإنا لم أكن أقبل بالحصول على نجاح عادي، وإنما أبحث دائما عن مراتب الشرف".

في الفصل الثاني، تعرفت ريهام بالمعلمة نجاح قويدر، التي قالت إنها صنعت علامة فارقة في مستقبلي، من خلال تشجيعها الدائم لي وحرصها الكبير على أن أكون أكثر تميزا من زميلاتي وكانت دائما تقول لي إن الإعاقة هي إعاقة العقل وليس الجسد".

تمكنت ريهام من اجتياز المراحل التعليمية الثلاث الأولى، منتقلة إلى الجامعة بعد حصولها على معدل 86.3% في الفرع العلمي.

قررت ريهام - التي لا تزال تربطها بمعلماتها علاقة وطيدة تجاوزت حدود علاقة الطالبة بالمعلمة إلى الصداقة - الالتحاق بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية، على أن تتخصص لاحقاً (هندسة الحاسوب والاتصالات).

وتشتهر الفتاة بتحديها للإعاقة من خلال أنشطتها التفاعلية في محيطها الاجتماعي، فضلا عن أنشطتها عبر شبكات التواصل، إذ تقوم بالتحضير لعرض فيديوهات تحفيزية لذوي الإعاقة.

وتقول وهي ترسم ابتسامة عريضة على وجهها: "في البداية كان كل شيء محبطاً، ولكن لولا معلماتي الأوليات، لما تمكنت من الوصول إلى هذا المستوى.. لهذا أتمنى من الله أن يجزيهن عني خير الجزاء، ودعواتي الدائمة لهن أن يرفع الله من منزلتهن في الدنيا والآخرة".

ويبلغ عدد الإناث اللواتي يعانين من إعاقة ممن هن فوق 18 سنة  في قطاع غزة (14.449 أنثى)، فيما يبلغ عدد الإناث ذوات الإعاقة ممن هم أقل من 18 سنة، نحو (5014 أنثى).