أنا ابتسام أبو عواد أبلغ من العمر (25 عاماً)، أعيش مع عائلتي المكونة من ثمانية أفراد، في دير البلح وسط قطاع غزة. نعيش جميعاً في واقع مزري، حيث لا يتوفر لدينا أي مستلزمات. ينام أفراد أسرتي على الأرض فوق مراتب قديمة ومتهالكة، ونغسل الغسيل باليد والثلاجة متعطلة.
في مواجهة حياة قاسية لا ترحم، اخترت العمل لدعم والدي المريض والمساعدة في إطعام الأسرة. لطالما كنت معجبة بالمدافعين عن حقوق الإنسان لاسيما المحامين، ولذلك كان لدي أمل في دراسة القانون، غير أنه بسبب الظروف المالية الصعبة، لم اتمكن أبدًا من تحقيق حلمي بالالتحاق في الجامعة.
قبل انتشار جائحة كورونا عملت لمدة عامين مراسلة في روضة أطفال من الساعة 5:00 صباحاً حتى 2:00 ظهراً بدوام ثماني ساعات براتب 200 شيكل شهرياً.
كنت أخرج من البيت مبكراً وأسير مشياً على الأقدام إلى الحضانة، كان الأمر مرعباً لأن المسافة بعيدة والأجواء الصباحية تكون مظلمة، وكان هناك كلاب أحياناً في الشارع، لذا اضطررت في كثير من الأحيان إلى الركض، خشية من ملاحقتي.
بعد انتشار الوباء، أصبتُ بالفيروس واضطرت إلى البقاء في المنزل لفترة من الوقت، خلال هذه الفترة وجدت الروضة عاملة بديلة، الأمر الذي جعلني عاطلة عن العمل بدون أي مصدر دخل.
لقد أصبح الفراغ كابوسا بالنسبة لي، خصوصا وأنا أرى اسرتي تغرف في الديون لتغطية احتياجاتها اليومية. في مرحلة ما، جاء أكثر من شخص لطلب تسدين الدين، وقد كان ذلك مرهق للعائلة على المستوى النفسي أيضاً، ومع ذلك كان علينا الاستمرار.
ونتيجة لذلك، قررت أنا ووالدتي البحث عن فرصة لتغطية احتياجاتنا، فقررنا العمل في بيع توابل الطعام، والحمد لله العائد كان يغطي على الأقل قوت يومنا.
لقد كنت واحدة من الكثير من المستفيدات من مشروع نفذته مؤسسة أوكسفام لدعم الأشخاص الذين فقدوا مصدر دخلهم خلال الجائحة، وقد كان مشروعنا هو تحضير التوابل وبيعها، وبحمد لله كان المشروع رائعا للغاية، حيث تمكنت من شراء بعض الملابس لي ولأخوتي، كما قمت بشراء بطانيات ومراتب وسددت جزء من الديون المتراكمة على أسرتي.
وها أنا لازلت اقاتل من أجل تطوير مشروعي من أجل المساعدة في تحسين فرص الحياة لي ولأسرتي.