كيف يحافظ الآباء على هدوئهم في الحرب؟

خلال التعامل مع الأطفال

كيف يحافظ الآباء على هدوئهم في الحرب؟

في قلب الأزمات المستمرة التي يعانيها قطاع غزة، يعيش الأطفال في بيئة مليئة بالتهديدات والتحديات التي تمس حياتهم وصحتهم النفسية. وفقًا لتقرير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في 31 ديسمبر 2024، فإنّ الأطفال في قطاع غزة أصبحوا ضحايا مباشرين لجريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة منذ 15 شهرًا على سكان قطاع غزة.

كما أظهر تقرير المركز أنّه منذ السابع من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 17,000 طفل في قطاع غزة، بمعدل طفل كل عشر دقائق، وأشار التقرير إلى أن قتل الأطفال، والتعذيب الجسدي والنفسي، وتدمير منازلهم ومرافقهم الحيوية مثل المدارس والمستشفيات، كلها عناصر تشكل تهديدًا خطيرًا لمستقبلهم.

في ظلّ هذه الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، يعاني الأطفال من تبعات الحروب المستمرة والصراعات اليومية، ويصبح من الضروري أن يتعلم الآباء كيفية التعامل مع أبنائهم وتوفير بيئة آمنة وداعمة لهم.

لكن السؤال: كيف يمكن للآباء الحفاظ على هدوئهم وسط هذا الواقع القاسي؟ في هذا التقرير، نستعرض بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد العائلات في غزة على تلبية احتياجات أطفالهم النفسية والعاطفية في أوقات الحرب.

  1. تفهم مشاعر الأطفال في ظل الحرب:

تؤكد التقارير أن الأطفال في قطاع غزة يتعرضون لمستويات عالية من الضغط النفسي بسبب الحروب المستمرة. القصف العشوائي، فقدان الأهل، والتهجير القسري، كلها تجارب تؤثر بشكل عميق في عواطف الأطفال، مما يستدعي من الآباء أن يكونوا مدركين للمشاعر المترتبة على تلك الظروف. يجب على الوالدين والوصيين أن يعبروا عن مشاعر التفهم ويطمئنوا أطفالهم بأنهم سيظلون بأمان رغم التحديات كلها.

  1. محاولة الحفاظ على الروتين:

في هذه الأوقات العصيبة، يصبح من المهم الحفاظ على بعض مظاهر الحياة الطبيعية قدر الإمكان. في ظل القصف والتدمير المستمر، توفر الأنشطة اليومية مثل اللعب البسيط، وتناول الطعام في أوقات ثابتة، وقراءة القصص، بعض الشعور بالاستقرار للأطفال.

  1. تقليل التوتر داخل المنازل:

يشير تقرير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى أن الأطفال في غزة يتعرضون لصدمة شديدة نتيجة للتدمير المستمر للمنازل والمرافق العامة. لذا، يجب على الآباء أن يسهموا في تخفيف التوتر داخل المنازل من خلال التفاعل بهدوء مع الأطفال، وضبط الأجواء العاطفية والتأكد من أن الأطفال يشعرون بالأمان العاطفي.

  1. أهمية اللعب والإبداع:

حتى في أوقات الحرب، يصبح اللعب بمثابة وسيلة هامة لتهدئة النفوس. يسمح للأطفال بالتعبير عن مخاوفهم أو مشاعرهم من خلال النشاطات الإبداعية. هذا يساعدهم على تخفيف الضغوط النفسية التي قد تؤدي إلى مشاكل عاطفية طويلة الأمد.

  1. الحديث مع الأطفال بصدق:

نظرًا للظروف القاسية التي يواجهها الأطفال في غزة، يتعين على الآباء التعامل معهم بصدق ولكن بحذر. يجب التوضيح لهم ما يحدث بطريقة مبسطة تناسب أعمارهم، مع التأكيد على أنهم ليسوا وحدهم وأن الأسرة ستكون دائمًا معهم في مواجهة الصعاب.

  1. الاعتناء بأنفسهم لتقديم الدعم:

قد يكون من الصعب على الآباء أن يقدموا الدعم للأطفال إذا لم يتمكنوا من العناية بأنفسهم. وفي ظل التوترات المستمرة، من الضروري أن يبحث الآباء عن لحظات قصيرة للاسترخاء وإعادة شحن طاقتهم النفسية، لضمان قدرتهم على مساعدة أطفالهم.

  1. طلب الدعم النفسي:

يشير المركز إلى التأثيرات النفسية العميقة التي يعاني منها الأطفال في غزة نتيجة لهذه الظروف القاسية. لذا من الضروري أن يبحث الآباء عن الدعم النفسي المتاح للأطفال وأسرهم، حيث يمكن أن يكون العلاج النفسي والدعم المجتمعي حلاً لتقليل الآثار السلبية لهذه الصدمات النفسية.

في ظل الحروب المستمرة والتهديدات التي يعانيها الأطفال في قطاع غزة، يصبح من الضروري أن تبقى العائلات قوية ومرنة، مدعومة بروتين حياتي مستقر ودعم نفسي. من خلال فهم مشاعر الأطفال، والحفاظ على بعض من مظاهر الاستقرار، يمكن للآباء أن يساعدوا أطفالهم على النجاة من هذه الأوقات العصيبة، في ظل واقع مأساوي يهدد مستقبلهم.