أخبار الأمم المتحدة
يزن طوطح، الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، هو عنوان قصة مروعة حدثت للكثيرين غيره خلال الحرب في غزة، حيث فقد أمه وأباه واثنين من إخوته في غارة جوية إسرائيلية العام الماضي. ونجا يزن بمفرده، بعد إصابته بجروح.
يزن، وهو الناجي الوحيد من أسرته، يعيش اليوم مع جدته وخاله في أحد مخيمات النزوح بمنطقة النصيرات وسط قطاع غزة. تحاول الجدة والخال أن ينسياه ما حدث لأسرته من خلال تشجيعه على اللعب مع أطفال آخرين بين الخيام، في محاولة لتخفيف وطأة الذكريات الأليمة التي تراوده أحيانا وخاصة عندما يسأله الأطفال عن أمه وأبيه.
تروي الجدة رمزية طوطح اللحظة التي تلقت فيها خبر مقتل ابنتها وطفليها وزوجها في الهجوم الذي وقع أثناء محاولتهم الاحتماء في ساحة مستشفى المعمداني. تقول الجدة: "في البداية، حاولنا الاتصال بزوج ابنتي، لكنه لم يرد. حينها تأكدنا من الخبر الصاعق. كان الجميع قد قُتلوا، ولم أتمكن من التعرف عليهم في المستشفى لأنهم كانوا أشلاء".
وتضيف الجدة، رغم الحزن العميق، كان هناك بصيص أمل: "أخبرني أحد أبنائي أن يزن، ابن ابنتي، لا يزال على قيد الحياة. أخذناه وبدأنا متابعة علاجه في مستشفى شهداء الأقصى. لكن بعد شهر من العلاج، اقتحم الجيش الإسرائيلي المستشفى واضطررنا إلى إخلائه، فنزحنا إلى النصيرات وسط قطاع غزة".
وتتابع الجدة في حديثها معنا: "أحاول أن أنسيه ما حدث لعائلته من خلال إحضار الألعاب وتقديم الحلوى له، لكن الحقيقة صعبة. يزن هو الناجي الوحيد، وأحاول أن أخلق له عالما جديدا مليئا باللعب والضحك ليتجاوز ما فقده".
يزن هو واحد من آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أسرهم في الحرب المستمرة في غزة. وفقا لبيانات الأمم المتحدة، يقدر عدد الأطفال المنفصلين عن ذويهم في غزة أكثر من 17 ألف طفل. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 35 ألف طفل فقدوا والديهم أو أحدهما خلال عام بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ونفس اليوم والشهر من عام 2024.
إضافة إلى معاناتهم النفسية، يواجه الأطفال في غزة ظروفا معيشية قاسية بسبب نقص المياه والغذاء والدواء. ويعيش نحو 1.9 مليون شخص، أكثر من نصفهم أطفال، في ظروف مزرية داخل المخيمات، حيث تزداد معاناتهم اليومية مع استمرار الحرب.
اليتيم يزن طوطح