الحياة تحت القصف في غزة.. ماذا يقول سكان الحدود؟

الحياة تحت القصف في غزة.. ماذا يقول سكان الحدود؟

يقضي محمد النجار أيامه محاولا إضاعة الوقت وهو يقف فوق مهد وليده داخل غرفة مسكنه الواقع أقصى شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، للاحتماء من الصواريخ. وإذا غامر النجار بالخروج فربما يشكل ذلك خطراً على حياته.

يعيش النجار وأسرته في ظل خطر شبه دائم يتمثل في الهجمات الجوية الإسرائيلية التي تشنها على قطاع غزة، وكذلك الهجمات المدفعية التي يطلقها الجنود المتمركزون على الحدود والتي لا تبعد سوى 2 كيلومترا عن بيته في قرية خزاعة.

وليس للنجار وزوجته وأطفالهما الأربعة أي قدر من السيطرة على الحرب الجوية المستعرة فوق رؤوسهم لليوم التاسع على التوالي، بدون وجود أفق لاقتراب إعلان وقف إطلاق النار رغم الوساطات الدولية.

ورغم ذلك، فإن كل ما يستطيع المواطن النجار فعله، هو الانتظار والأمل في العودة إلى حياة شبه طبيعية خلال الأيام القادمة.

قال النجار لـ"آخر قصة"، "نحن في هذا الوضع منذ سنوات عديدة ورغم خطورة الأمر لكننا لا نغادر مسكننا مهما كلف ذلك من ثمن، نحاول أن نهدئ من روع الأطفال ونمارس اللعب معهم تحت القصف، من أجل إضاعة الوقت، ونأمل أن تسير الأمور على ما يرام، وتتوقف إسرائيل عن حربها على القطاع".

ولا توجد تحصينات أو غرف آمنة في قطاع غزة، أسوة بما يفعله المستوطنون الإسرائيليون على بعد اثني كيلو متر تقريباً من مسكن النجار. في المقابل أصبحت الغرفة الآمنة (المحصنة) شرطاً ملزماً في جميع المساكن الجديدة داخل المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

كلما يشتد القصف يخبئ المواطن أبو ثائر المصري (55 عاما) أولاده الثمانية تحت السلم لاعتقاده أنه لا يوجد مكان محصن داخل مسكنه المطل على الحدود الشمالية لقطاع غزة.

يقول المصري ,القاطن في بلدة بيت حانون لـ"آخر قصة"، "لا يوجد مكان للاختباء داخل المسكن، ولا حتى مكان محصن خارج هذا البيت.. الجميع في مرمى النيران، ولا أحد مستثنى من الاستهداف ليس لأننا مقاتلون ولكن لأننا فلسطينيين"، مشيراً إلى أنه لا تتوفر لديه نية لمغادرة مسكنه في الوقت الراهن، وذلك حتى لا يعطفي للاحتلال فرصة تدميره. 

وتشن إسرائيل حرباً على قطاع غزة منذ يوم الاثنين من الأسبوع الماضي (10 مايو)، رداً على الغضب الفلسطيني العارم نتيجة خطط الاحتلال لإجلاء أسر مقدسية من حي الشيخ جراح.

وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن 217 فلسطينيًا قتلوا بينهم 61 طفلاً وأصيب أكثر من 1400 بجروح.

في الأثناء، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تدمير 450 مبنى في قطاع غزة، منها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية، دُمرت أو لحقت بها أضرار كبيرة منذ بدء الصراع الذي تسبب أيضا في نزوح أكثر من 52 ألف فلسطيني.