أمجد سامي، شاب فلسطيني من قطاع غزة في الثالثة والعشرين من عمره، يعيش في أحد خيام اللجوء جنوب قطاع غزة، بفعل الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
ورغم التحديات اليومية التي يواجهها الشاب أمجد، رفقة أسرته المكونة من ستة أفراد، لاسيما في ظل انعدام فرص العمل ومصادر الدخل واعتماد غالبية الأسر على المساعدات الإنسانية، إلا أنه قرر أن يجعل من القراءة والرياضة جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية.
كل صباح، يستيقظ أمجد مع بزوغ الفجر مستمتعاً بنسمات الهواء العليل، قبل بزوغ الشمس التي تلهب خيام النازحين، يمسك بكتابه المفضل ويغوص في عوالم خيالية تنسيه واقع الحرب المؤلم. وبعد ساعة من القراءة، يرتدي حذاءه الرياضي ويخرج للمشي في الطرقات المتعرجة والوعرة، متجاوزًا الأنقاض ومتحديًا الخطر.
وإذا كان الشاب أمجد قد اتخذ من القراءة والرياضة مساحةً للترويح عن النفس وعدم الرضوخ لحالة الضغط والأذى النفسي الذي تتسبب به الحرب للسكان المدنيين، فإن الكثير من الشباب قد استسلموا لحالة اليأس نتيجة التحديات التي تفرضها الحرب.
وفي ظل هذه الظروف، يصبح الحفاظ على الصحة العامة ونمط الحياة الصحي تحديًا كبيرًا. ومع ذلك، يمكن لبعض العادات الصحية اليومية أن تساعد في تحسين جودة الحياة وتقليل التوتر والقلق، تمامًا كما فعل أمجد. في هذا المقال، تقدم لكم "آخر قصة" نصائح عملية للحفاظ على نمط حياة صحي حتى في أصعب الظروف:
أولاً: الحفاظ على ترطيب الجسم
الماء هو عنصر أساسي للحياة في ظل الحرب، على الرغم من أنه قد يكون الوصول إلى المياه النظيفة صعبًا، لكن من الضروري محاولة شرب كميات كافية من الماء يوميًا للحفاظ على وظائف الجسم الأساسية. حمل زجاجة ماء معك ومحاولة إيجاد مصادر مياه نظيفة يمكن أن يساعد في الحفاظ على ترطيب الجسم.
ثانيا: التغذية المتوازنة
في أوقات النزاع والحروب، قد تصبح الخيارات الغذائية محدودة، لكن من المهم محاولة تناول وجبات متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية. يمكن تحضير وجبات بسيطة باستخدام المكونات المتاحة مثل الحبوب، الفواكه المجففة، والمعلبات الغنية بالبروتينات والألياف.
ثالثا: النوم الكافي
النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية والجسدية. حاول إنشاء روتين نوم ثابت والابتعاد عن مصادر الضوضاء قدر الإمكان. استخدام سدادات الأذن أو غطاء للعين يمكن أن يساعد في تحسين جودة النوم.
رابعا: ممارسة الرياضة
صحيح أن القصف قد طال مختلف المناطق، وقد دمر البنى التحتية والشوارع، لكن على الأقل يمكنك ممارسة الرياضة حتى في المساحات الضيقة كالخيام مثلاً، يمكن القيام بتمارين بسيطة مثل التمدد، اليوغا، أو المشي في محيط مراكز اللجوء، لأن ممارسة الرياضة تساعد في تقليل التوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية.
خامسا: الرعاية النفسية
الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. حاول البقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلة عبر الهاتف أو الإنترنت وحتى في مراكز الأيواء ستجد حتماً من تتشارك معه مشاعرك وأفكارك، كما يمكن أيضاً ممارسة التأمل أو تقنيات التنفس العميق لتهدئة العقل، وربما يكون ذلك متاحاً بالقرب من شاطئ البحر الذي يبدو مكان أمن نسبياً مقارنة بالأماكن الأخرى.
سادسا: الاهتمام بالنظافة الشخصية
في ظل الظروف الصعبة، قد يكون من الصعب الحفاظ على النظافة الشخصية، لكن من الضروري محاولة الاستحمام بانتظام وغسل اليدين للوقاية من الأمراض. استخدام المناديل المبللة والمعقمات يمكن أن يكون بديلاً جيداً عند نقص المياه، لتجنب الأمراض والأوبئة والحفاظ على الصحة.
سابعا: إدارة الوقت والروتين اليومي
إنشاء روتين يومي يساعد في الحفاظ على الشعور بالنظام والاستقرار. قم بتحديد أوقات محددة للوجبات، الراحة، والنشاطات اليومية الأخرى كتعبئة جالونات المياه، أو جمع الحطب أو التسوق، هذا يساعد في تقليل الشعور بالفوضى والسيطرة على الحياة اليومية.
ثامناً: التثقيف والتوعية
البقاء على اطلاع بالمعلومات الصحية والنصائح الطبية من مصادر موثوقة يساعد في اتخاذ قرارات صحية أفضل. حاول قراءة المقالات الصحية أو الاستماع إلى البرامج التثقيفية عند توفر الوقت.
عزيزي الشاب/ة عليك/ كِ أن تعي أن الحفاظ على العادات الصحية اليومية خلال فترات الحرب والنزاع هو تحدٍ، لكنه ليس مستحيلاً. من خلال التركيز على الأساسيات مثل الترطيب، التغذية، النوم، والنظافة، يمكن تحسين نمط الحياة بشكل كبير. تذكر أن الصحة النفسية والجسدية متلازمتان، ويجب العناية بهما على حد سواء لتحقيق التوازن والرفاهية. مثل أمجد، يمكنك أيضًا التغلب على التحديات وتحقيق نمط حياة صحي حتى في أصعب الأوقات.
شاب فلسطيني يقرأ وسط خيام النزوح