وفاة البابا فرانسيس.. صدى الوداع في الفاتيكان ورثاء لأطفال غزة

وفاة البابا فرانسيس.. صدى الوداع في الفاتيكان ورثاء لأطفال غزة

في أجواء غلب عليها الحزن والهيبة، قرعت أجراس الفاتيكان صباح اليوم نغمة وداع، إيذانًا برحيل البابا فرانسيس عن عالمنا عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع التهاب رئوي مزدوج.

فارق الحياة في مقر إقامته بدار القديسة مارتا داخل أسوار الفاتيكان، تاركًا خلفه إرثًا روحيًا وإنسانيًا سيبقى محفورًا في وجدان البشرية.

 البابا فرانسيس

البابا فرانسيس، الذي وُلد في الأرجنتين قبل 88 عامًا، لم يكن مجرد قائد ديني للكنيسة الكاثوليكية، بل كان ضميرًا عالميًا حيًا. حمل على عاتقه هموم البسطاء والمظلومين، ولم يتوانَ عن إدانة الحروب والعدوان في كل مناسبة.

كان من أوائل من نددوا بالحرب على غزة، واصفًا إياها بـ"الحرب العبثية" التي سرقت الطفولة من أطفال غزة الأبرياء، وقال عنهم بمرارة: "حُرموا من مستقبلهم."

ووجه البابا مرارًا رسائل إلى كاثوليك العالم من قلب الفاتيكان عبر الإنترنت، دعاهم فيها إلى التضامن مع غزة، وإلى الصلاة من أجل السلام ووقف القتل.

وكان قد تواصل هاتفيًا أكثر من مرة مع الأب جابرييل رومانيللي، كاهن رعية العائلة المقدسة في غزة، حيث عبّر عن ألمه لما وصفه بـ"قسوة الغارات الجوية الإسرائيلية على المدنيين الأبرياء".

وفي آخر رسائله أمس الأحد، خلال قداس عيد الفصح، وجّه البابا نداءً صريحًا لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين، واصفًا ما يحدث في القطاع بأنه "وضع مأساوي مخجل."

وقال: "فكروا في الحروب، في الأطفال الذين يتعرضون للرشاشات... الوضع الإنساني خطير للغاية."

ورغم التقاليد التي دُفن فيها أكثر من 100 بابا داخل سراديب الفاتيكان (Grotte Vaticane)، اختار البابا فرانسيس أن يُدفن في كاتدرائية Santa Maria Maggiore في روما، في تابوت من الزنك، في خطوة رمزية تعكس بساطته وانحيازه للناس.

برحيله، ودّعت الفاتيكان أبًا روحيًا، وودّع العالم ضميرًا إنسانيًا نادرًا. لكن البابا فرانسيس لم يرحل من ذاكرة الشعوب، فقد كان رمزًا للسلام، صوتًا للعدالة، ووجهًا للرحمة في زمن يزداد فيه الظلم والدمار.